الأربعاء 24 نيسان/أبريل 2024

ضمن مشروعها البيئي الأكبر من نوعه في المنطقة "مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة" أهدت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، سكان المدينة، متنفساً طبيعياً مفتوحاً، شيّد وفق أعلى المعايير العمرانية الصديقة للبيئة، والمنسجمة مع

المحيط الطبيعي لأحد الروافد الرئيسية لوادي حنيفة والمتمثل في متنزه سد وادي نمار في الجنوب الغربي بمدينة الرياض.بحيرة بمساحة 200.000م2

يغطي متنزه سد وادي نمار، مسار الوادي ابتداء من بحيرة سد نمار حتى التقاءه بوادي حنيفة في حي عتيقة، ومن أبرز عناصره، إنشاء بحيرة غرب السد يبلغ طولها 2 كيلومتر وتبلغ مساحتها 200 ألف متر مربع، ويصل عمقها إلى نحو 20 متراً، حيث تشكل البحيرة ومحيطها، أحد المناظر الطبيعية الخلابّة في الموقع، فضلاً عن دورها في تلطيف أجواء المتنزه، ومساهمتهما في إنعاش الحياة الفطرية حوله.

كورنيش يمتد بطول 2كم

كما جرى ضمن المشروع، تجهيز الأرصفة المطلة على البحيرة المتنزه شكل كورنيش بطول 2 كيلومتر، تتوزع في أرجائه أشجار النخيل، وفي جنباته دورات المياه والأكشاك، فيما جهّز الموقع بجلسات مطلة على البحيرة، ومداخل لتنقل المتنزهين بين أطراف البحيرة والكورنيش.

ممرات للمشاة بطول 892م

وبعد تهذيب مجاري السيول في الوادي، جرى إنشاء طريق محلي بطول ستة كيلومترات، يقتصر استخدامه على الحركة المحلية التي تخدم قاطني الوادي والمتنزهين فيه، وقد جرى تصميم الطريق وفق تصميم يقلّل من تأثره من جراء الفيضانات والسيول، كما تحول حواف الطريق الصخرية دون دخول المركبات إلى بطن الوادي، في الوقت الذي جرى فيه إنارة الطريق وتزويده بالنظم الإرشادية ومواقف جانبية للسيارات تتسع لـ 800 سيارة ، وتنفيذ ممرات ترابية للمشاة في الموقع بطول 892 متراً، تمر عبر التكوينات الصخرية، والمناطق المشجّرة، وبالقرب من قناة المياه وتهيئته لممارسة رياضة المشي، فيما تم تجهيز الرصيف المحاذي للطريق كممر للخدمات.
وعلى طول امتداد الطريق المحلي في الوادي وحول ممرات المشاة في المتنزه، نصبت أعمدة الإنارة بعدد 245 عموداً في الساحات المفتوحة، وفي مواقع متفرقة في أرجاء الوادي، في توزيع يتلاءم مع بيئة الموقع الطبيعية.

أسس علمية للتشجير

كما خضع وادي نمار لعملية تأهيل واسعة في جانب إعادة الغطاء النباتي، احتضن عبرها الوادي أكثر من 520 نخلة تم غرسها على امتداد رصيف المشاة، فيما غرست أكثر من 9500 شجيرة من مختلف الأصناف في بطن الوادي.
وقد جرت عملية التشجير وفق الأسس العلمية التي تحقق الاستدامة في المشروع، وتراعي المتطلبات البيئية والمناخية للمنطقة، حيث جرى وإعادة زراعة الموقع بـالأشجار والنخيل والنباتات المحلية، وتنسيق الأرصفة والممرات، وتم استخدام الأشجار المنتمية لبيئة الوادي الصحراوية، وزوّدت بنظام للري يستخدم في مواسم الجفاف، مكوّن من عدداً من الآبار وخطوط للري بطول 1600 متر.

مشروع توسعة متنزه نمار

ومؤخراً، شرعت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، في تنفيذ مشروع توسعة متنزه سد وادي نمار، غرب مدينة الرياض، والذي تبلغ مساحته 130 ألف متر مربع، ويشتمل على إنشاء طرق محلية لخدمة المتنزهين بطول 2600 متر، وتجهيزها بالإنارة وبـ 253 موقفاً للسيارات، إضافة إلى إنشاء ممرات للمشاة بطول 2200 متر، وجسرين للعبور بين ضفتي بحيرة السد.
كما يتضمن نطاق العمل في المشروع، تشييد 177 جلسة حجرية للمتنزهين، وثلاثة مطلات على الوادي، إلى جانب إنشاء 34 ساحة مختلفة للملاعب، وتنسيق الموقع، وزراعة 1500 شجرة وشجيرة مختلفة من بيئة الوادي الطبيعية.

مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة

ويمثل مشروع تطوير وادي نمار، احد عناصر المشروع الأشمل الذي تقوم عليه الهيئة العليا والمتمثل في مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، والذي أثمر بفضل الله تعالى، عن تحسين بيئة الوادي وإعادته إلى وضعه الطبيعي، وإيجاد مصدر استراتيجي للمياه المنقّاة للاستخدامات الزراعية والصناعية، إضافة إلى تحويل الوادي إلى أكبر متنزه مفتوح متعدد البيئات في المدينة، بعد تجهيزه بالطرق والممرات والتشجير والتجهيزات الضرورية للتنزه، وجعله منطقة جاذبة للاستثمارات في مجالات الزراعة والسياحة والترفيه.
فضمن خطة التأهيل البيئي للأودية الرافدة لوادي حنيفة، تعمل الهيئة العليا على تأهيل وتطوير 40 رافداً رئيسيا للوادي في كافة أجزائه بمدينة الرياض، بهدف تطويرها وتحويلها إلى مناطق ترويح طبيعية جاذبة، إضافة إلى تنفيذ مشروع التأهيل البيئي لبحيرات الحائر، والذي يهدف إلى تهيئة البحيرات للاستثمار والاستفادة منها كمنطقة مفتوحة ومتنزه لكافة سكان المدينة.