الجمعة 29 آذار/مارس 2024

لأنها العاصمة وقلب المملكة النابض بالحياة، لذلك تجدها دائماً متميزة ورائدة في إنشاء المشروعات الخدمية بشقيها الأساسية والترفيهية، بلا شك هي رياض الخير التي تنطلق منها المبادرات أياً كان مقصدها. فكانت المبادرة الملفتة للنظر هي حلبة الريم الصحراوية لسباق السيارات الرياضية والدراجات النارية،

التي كان افتتاحها حدثاً مهماً تابعه الجميع رغبة في عيش الإثارة والمتعة والترفيه. سميت بحلبة الريم تيمناً بالغزلان العربية الصحراوية النادرة في شبه الجزيرة العربية والتي تتميز بالرشاقة والسرعة واللون الفاتن. لذلك كان إنشاء الحلبة على قطعة رملية في وسط الصحراء كانت تعيش فيها أنواع نادرة من غزلان الريم، فكانت الحلبة هي مضمار لريم آخر يعشقه جميع الشبان، هي رياضة السيارات.

بداية التشويق والإثارة

في عام 2008م كان عشاق رياضة سباق السيارات والدراجات النارية على موعد مع حلم طال انتظاره بعد أن كانوا يمارسون هذه الهواية في شوارع العاصمة ما تسبب في الكثير من الحوادث وإزعاج السكان، لذلك كان التفكير جدياً في توظيف طاقات الشباب وتنمية مهاراتهم القيادية من خلال ممارستهم لهذه الهواية في مكان عصري يقدم كافة الخدمات للهواة وعشاق هذه الرياضة التي جذبت الكثيرين من سكان الرياض الراغبين في الإثارة والتشويق.
وقع الاختيار أن تكون المزاحمية غرب العاصمة بـ 90 كم مقراً للحلبة، وذلك لعدة اعتبارات فنية حددتها الجهات المختصة التي ركزت على أهمية معايير السلامة للمشاركين والجماهير.
ويشار إلى أن هذه الحلبة وجدت دعماً وتشجيعاً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – عندماً كان أميراً لمنطقة الرياض، والأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني، والأمير سلطان بن فهد الرئيس الأسبق لرعاية الشباب.
حلبة الريم الدولية لسباقات السيارات والدراجات النارية قام بتصميمها مهندسون سعوديون على مساحة (2) مليون متر مربع وبلغت تكلفتها الإنشائية (100) مليون ريال واستغرق العمل في إنشائها ثلاث سنوات.
 يبلغ طول الحلبة (3800 متر) وتشتمل على أربع مصنفات بطول (1,2 كيلومتر) وحلبة رملية بمساحة (45 كيلومتراً) إلى جانب مسار اختبار السرعة العالية بطول (1400متر) وهي مزودة بكل الخدمات، ووسائل السلامة وعلى درجة عالية من الرفاهية. ويوجد بالحلبة أكاديمية لتعليم السائقين مهارات السباق، وذلك تحت إشراف متخصصين في سباقات السيارات، كما تخضع هذه الأكاديمية لإشراف بول سبوتر أحد الخمسة المؤسسين لفورملا (BMW). وشهد حفل الافتتاح إقامة أول سباق سعودي احتضنته الحلبة بمشاركة أكثر من 200 سيارة ودراجة نارية بقيادة شبان سعوديين. تضم الحلبة أربع حلبات أخرى، وهي: حلبة سباقات جي تي 3، حلبة كارتينج، حلبة للعروض المفتوحة، وحلبة دراجات صحراوية موتوكروس.
 تضاهي الحلبة مثيلاتها في القارة الآسيوية حيث تفردت بمواصفات ومقاييس عالمية وتقنية عالية في التصميم، وبذلك حصلت على ترخيص من الاتحاد الدولي لرياضة السيارات والدراجات النارية لاستضافة سباقات مثل: A1 بورشه، ال جي بي 2، الفورمولا 3 فقط، حيث تم تحديد المسار بـ 3.8 كيلومترات يتراوح عرضه من 12 إلى 18 متراًَ ويتألف من عدة مسارات.
ويهدف الاتحاد السعودي لرياضة سيارات السباق والدراجات النارية من خلال إنشاء حلبة الريم إلى الإشراف على هذه الرياضة والعمل على تطويرها ورعايتها. إذ يعتبر الاتحاد أن إنشاء الحلبات الرياضية من أهم العناصر الأساسية لتطوير رياضة سباق السيارات والدراجات النارية، ويسعى دائماً للتأكد من أهليتها لممارسة نشاطات السباق.
كما قام الاتحاد بإعداد ضوابط واشتراطات خاصة بتصنيف الحلبات للمساهمة في تسهيل إنشائها والتحقق من الجانب الفني للحلبات وتطبيقها للشروط والقوانين ومطابقتها لشروط السلامة.
رغم قصر عمر الحلبة إلا أنها قدمت العديد من الخدمات لعشاق رياضة سباق السيارات والدراجات النارية، حيث كان الحدث الأبرز خلال هذه الفترة استضافتها لأهم السباقات الإقليمية كسباق لامبورجيني سوبر جيرا وبطولة الميني السعودية وبطولة الردكال السعودية وبطولة كأس لوتس الشرق الأوسط وكأس بورش جي تي 3 الشرق الأوسط وبطولة شيفروليه سوبر كار الشرق الأوسط والعديد من الأحداث كإطلاق نادي بورش في السعودية والبنتلي جي5، وسباق سيارات رولزرويس وسباق سيارات (الكار تنغ).

أفضل جائزة دولية

رغم أنها وليدة اللحظة، إلا أن إنجازاتها وصوتها وصل إلى العالمية، حيث نالت حلبة الريم الدولية جائزة أفضل إنجاز في رياضة السيارات على مستوى الشرق الأوسط وذلك من شركة car العالمية التي منحت الحلبة شهادة تعد من الجوائز الرائدة على صعيد رياضة السيارات في العالم، وتعتبر هذه الجائزة التي حصلت عليها كتتويج لمراحل البناء والعمل الاحترافي التي شهدتها الحلبة منذ تأسيسها. وتم تسليم الجائزة في حفل كبير أقامته المجلة في مدينة دبي بحضور عدد كبير من المهتمين برياضة سباق السيارات على الصعيدين الإقليمي والدولي ومنظمي الجائزة العالمية الذين أكدوا أن حلبة الريم الدولية استطاعت في فترة وجيزة أن تلفت الأنظار إليها لما تتمتع به من مواصفات عالمية وإدارة احترافية، مما أكسبها شهرة على مستوى الحلبات العالمية المتخصصة في سباق السيارات والدراجات النارية.
وتعد الحلبة الآن علامة بارزة في رياضة سباق السيارات والدراجات النارية على المستوى المحلي والإقليمي، وذلك بسبب برنامجها التطويري المستمر الذي يميزها عن بقية الحلبات، فضلاً عن أنه يمنح محبي هذه الرياضة الفرصة الحقيقة لتحقيق أحلامهم بالمشاركة في السباقات التي تنظمها الحلبة.

شراكة إستراتيجية لإثارة أكثر

الحلبة دائماً تسعى إلى التطور ومواكبة مستجدات رياضة السيارات والدراجات النارية، وذلك لتقديم كل ما هو مشوق ومثير لعشاقها الذين يلتفون حول كل الراليات التي تستضيفها، لذلك وقعت حلبة الريم العديد من الاتفاقيات الإستراتيجية مع أبرز شركات السيارات المصنعة للسيارات الرياضية المفضلة في السباق وستقوم هذه الشركات بدعم الحلبة بسيارات رياضية مميزة تزيد من التشويق والإثارة والمتعة الرياضية وذلك وفقاً لمواصفات عالمية عالية، بالإضافة إلى تجهيزات فنية وأخرى تخص السلامة العامة. كما تعمل هذه الشراكة على تقديم العديد من المبادرات الاجتماعية والثقافية التي تساعد على نشر ثقافة القيادة الآمنة والمسؤولة بين الشباب السعودي في الطرقات العامة.

سر نجاح حلبة الريم

نجاح هذه الحلبة الرياضية المميزة يعود إلى الاهتمام الكبير الذي أولته الجهات المعنية للشباب، وهواياتهم ومقدراتهم الخارقة في قيادة السيارات والتي يلاحظها الجميع من خلالها الطرقات العامة والتي كذلك تحملها الكثير من مقاطع الفيديو. هذا الاهتمام المتعاظم بالشباب دفع الجهات المعنية بهم إلى افتتاح حلبة الريم والاهتمام بها كموقع لتفريغ طاقات الشباب وتنمية مهاراتهم، بل أصبحت الحلبة وجهة سياحية وترفيهية للكثير من العوائل للاستمتاع بهذه الرياضة التي رغم خطورتها إلا أنها تحمل الكثير من التشويق والإثارة.
حلبة الريم جذبت فئة الشباب السعودي وقامت بتصحيح مفهوم سباق السيارات لدى البعض الذين أخطأوا في فهم هذه الرياضة، فضلاً عن استثمارها فكر الكثير من الشباب السعودي الموهوبين في رياضة سباق السيارات والدراجات النارية. حيث قامت بتنمية مواهبهم وتطويرها من خلالها أكاديميتها التي تعد الأولى على مستوى الشرق الأوسط ويوجد بها أفضل المدربين العالميين في رياضة سباق السيارات، حيث قاموا بتطوير الفكر القيادي للشباب من التهور إلى الاحترافية التي ينتج عنها التشويق والإثارة.
يشار إلى أن الحلبة نالت الاعتراف الرسمي من قبل الاتحاد الدولي لرياضة السيارات (فيا)، والاتحاد الدولي للدراجات النارية (فيم).