السبت 20 نيسان/أبريل 2024

خالد المطوع
منذ 10 سنوات مضت، شهدت الرياض مخاض أحدث بنك في وقته، والذي تأسس بقرار ملكي بمسمى "بنك البلاد"، وهو البنك الذي شق طريقه بصعوبة وبعزم الرجال الذين ذللوا الصعوبات بتوفيق الله، ومضى "البلاد" في ثبات رغم الأزمات

التي مرت بها الأسواق العالمية والخليجية والمحلية، وجنى ثمار الأرباح في أعوامه الماضية.لذا سوف نأخذكم في جولة لكي نتعرف عن قرب على هذا الكيان الذي قدم وما زال يقدم الكثير من المفاجآت للبلاد التي لا يخفى على الجميع ما يقدمه البنك لأهل البلاد.

وفي حديثه بمناسبة مرور عشرة أعوام على تأسيس بنك البلاد، قال سعادة رئيس مجلس إدارة بنك البلاد الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الحميِّد: "إن بنك البلاد بعون الله وفضله وامتنانه، حقق خلال الأعوام الماضية ابتداءً من عام 2010 نمواً عالياً في الأرباح، كما كان للسياسة المالية والنقدية التي تنتهجها حكومة البلاد الرشيدة السبب الرئيس في قدرة بنك البلاد، والبنوك السعودية عموماً، على تقوية أوضاعها المالية وزيادة قدرتها على التعامل مع المخاطر والمحافظة على مستوى ملاءة مالية مرتفع ومستقر بفضل الله".

البلاد.. إستراتيجية تقوم على الالتزام
وأضاف الحميِّد: إن مجلس إدارة بنك البلاد اعتمد إستراتيجية تقوم على الالتزام بكل ما يحقق رؤيتهم ليكون الخيار الأفضل في تقديم الحلول المصرفية الإسلامية الحقيقية، مؤكداً دعم مجلس الإدارة للإدارة التنفيذية وقيادتها لكل ما من شأنه تحقيق تطلعات شركاء بنك البلاد من موظفين وعملاء ومساهمين.

وأكد الحميِّد أن بنك البلاد يعي بكل وضوح مسؤوليته تجاه مجتمعه وشركائه ومساهميه للاستمرار على خطى النجاح وتقديم الخدمات والحلول المالية المؤسسة على المصرفية الإسلامية الحقيقية، مستشعراً دوره في خدمة المجتمع كمنشأة ذات مواطنة صالحة. يعكس ذلك قيم البنك المبنية على المبادرة، والابتكار، والمشاركة، والاهتمام، والثقة والمسؤولية.

تجربة فريدة ومسيرة حافلة
وأكد سعادة الرئيس التنفيذي لبنك البلاد الأستاذ خالد بن سليمان الجاسر، أن الأعوام العشرة الماضية كانت تجربة فريدة من نوعها، مضيفاً أن بنك البلاد يواصل بفضل الله وتوفيقه تحقيق النمو المطرد بمعدلات تفوق معدلات نمو السوق، مؤكداً مواصلة الإنجازات من خلال وضع نصب أعيننا تحقيق رغبات مساهمي البلاد وعملائه وشركائه الأساسيين وموظفيه للنجاح والنمو المتواصل بإذن الله.
وشدد الجاسر بأنه وزملائه في البنك، يبذلون قصارى جهدهم للمحافظة على ما حققوه من مكتسبات ومعدلات نمو، وذلك بمواصلة المبادرة والابتكار، لمواكبة تطلعات المساهمين والعملاء في إيجاد الحلول المصرفية الإسلامية الحقيقية، وليبقى بنك البلاد أهلاً للثقة والمسؤولية من خلال جذب أفضل الكوادر المؤهلة التي تمثل رأس المال الحقيقي في استثماراته، كما أكد: "سوف نواصل مبادراتنا المجتمعية الهادفة لتعزيز المسؤولية الاجتماعية للبنك".

وكان لنا هذا الحوار مع سعادة الرئيس التنفيذي لبنك البلاد الأستاذ خالد بن سليمان الجاسر.

الأداء المالي خلال الـ 10 أعوام
يتحدث الجاسر عن مسيرة بنك البلاد بمناسبة مرور عقد من النجاح على تأسيسه حيث يقول: استطاع بنك البلاد خلال النصف الأول من تلك الفترة التأسيسية تقليص خسائره التشغيلية حتى بلغت في عام 2009 (248) مليوناً، وفي العام الذي يليه بدأ بتحقيق الأرباح التي بلغت في عام 2010 (92) مليوناً حتى وصل عام 2014 إلى (864) مليوناً، وهذا بلا شك يعد قفزة كبيرة في ظل سوق تنافسي قوي، وكذلك قياساً على عمر البنك وحجم رأسماله مقارنة بالمنافسين.

رفع رأس المال ودلالته
وحسب الجاسر فإنه خلال العامين الماضيين تم زيادة رأس المال مرتين من 3 مليارات إلى 4 مليارات عام 2014 ثم عام 2015 إلى 5 مليارات ريال، والهدف من زيادة رأس المال هو تعزيز ملاءة البنك المالية والاحتفاظ بموارد البنك في الأنشطة التشغيلية، وذلك لمواكبة تطلعات وخطط البنك المستقبلية، وهذا يدل على أننا وبحمد الله نسير على الطريق الصحيح نحو النجاح بثبات.

أبرز التغييرات والقرارات خلال تلك الفترة
يتحدث الجاسر عن اعتماد بنك البلاد في الفترة الماضية لخطة توسعية مبنية على الانتشار الجغرافي وزيادة عدد فروع بنك البلاد وفروع إنجاز وأجهزة الصرف الآلي، بهدف التواجد بشكل أقرب إلى العميل وهذا ساهم بزيادة حجم قاعدة العملاء.
كما كان لقرارات مجلس الإدارة والقيادات العليا بزيادة المخصصات واجتذاب الودائع الأثر الكبير على نمو البنك ولله الحمد.

تطوير خدماته بأنظمة الحماية الأمنية وخدمة العملاء
وعن تطوير خدمات بنك البلاد يقول الجاسر: بادر البنك منذ العام 2011 بطرح عدد من الخدمات والمنتجات المبتكرة في مجالات عدة منها الخدمات المصرفية الإلكترونية وخصوصاً فيما يتعلق ببرامج الهواتف الذكية المحمولة حيث كان من البنوك السعودية الرائدة في هذا المجال كما كان من أوائل البنوك التي أقدمت على خدمة العملاء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي تجعلنا أقرب إلى عملائنا، وبالتأكيد يعتمد البنك أحدث التقنيات الإلكترونية الأمنية لحماية معلومات العملاء والتي منها نظام التحقق الثنائي من الهوية وكذلك بعض المعايير الأمنية الخاصة بصفحات الخدمات المصرفية على الإنترنت والتي تضمن للعميل بإذن الله بيئة آمنة لتنفيذ تعاملاته البنكية معنا.

الإستراتيجية الدائمة
كما أوضح الجاسر ما يسعى إليه بنك البلاد منذ تأسيسه من خلال تقديم الحلول المالية الإسلامية بالكامل والالتزام بعدم تقديم أي منتج أو خدمة لا تتفق مع مبادئ المصرفية الإسلامية، حيث إنه لا يتم تقديم أي منتج إلا بعد عرضه على الهيئة الشرعية، كما يحرص البنك على أن تقدم هذه المنتجات بشكل مبتكر ويتوافق مع روح هذا العصر الذي يتميز بالسرعة ووجوب التواجد قرب العميل في كل وقت ممكن لذا كان من ضمن إستراتيجيتنا الاستثمار في التواجد الرقمي والاستفادة من الإنترنت قدر الإمكان، وبما لا يتعارض مع الأنظمة والقواعد المرعية في المجال المصرفي السعودي.

المنتجات البنكية
وعن أهم المنتجات الذكية يوضح الجاسر بأن بنك البلاد يركز جل اهتماماته بشكل أساسي على مصرفية الأفراد من خلال تقديم منتجات الحسابات الجارية والاستثمارية والتمويل والبطاقات الائتمانية، كما أن البنك يؤدي بشكل جيد وبحمد الله في مجال خدمات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ولنا حصة سوقية لا بأس بها في مجال منتجات الخزانة وكذلك مصرفية الشركات التي ركزنا من خلالها على دعم الشركات الوطنية الكبرى وتنفيذ عمليات تمويل تخدم الاقتصاد الوطني.

المسؤولية الاجتماعية
وقد أكد الجاسر أنه منذ إطلاق برنامج "البلاد مبادرة" عام 2011 وبنك البلاد يسعى للابتكار في ما يقدمه للمجتمع من خلال تحفيز أبناء البلاد على الأعمال التطوعية والمساهمة في ذلك من خلال تخصصه كمنشأة مالية ضمن منظومة اقتصاد البلاد.
وقد تم تأسيس لجنة للمسؤولية الاجتماعية بموافقة الجمعية العمومية للبنك، تأكيداً على أن ذلك جزء أساسي من شخصية البنك ودوره في مجتمعه.

الخطط المستقبلية المتوقعة
وعن الخطط المستقبلية أوضح الجاسر بأن بنك البلاد يعمل جاهداً لتطوير خدماته وكذلك التوسع في شبكة الفروع حتى نستطيع خدمة أكبر عدد ممكن من العملاء في أرجاء بلادنا، حيث نؤمن أن رسالتنا في البلاد هي أن نسعى من خلال المبادرة والابتكار لتوفير خدماتنا المصرفية على أسس شرعية حقيقية لتحقيق تطلعات شركائنا من عملاء وموظفين ومساهمين.

التوظيف واستقطاب القيادات
يستقطب البنك جميع خريجي الجامعات المحلية والدولية ويوليهم اهتماماً كبيراً من حيث تقديم الدورات التدريبية والبرامج التطويرية التي تساهم في خلق مهارات العمل لديهم في جميع قطاعات وإدارات البنك، وفيما يخص اختيار القيادات في البنك يقول الجاسر: نحن نختار القيادات بعناية واحترافية حيث يتم التواصل معهم من خلال قنوات الاستقطاب في البنك وإجراء مقابلات شخصية بمعايير عالية تتسم بالشفافية للتأكد من تمتعهم بمهارات القيادة، كما يتم الحرص على استقطابهم من جهات العمل القيادية في العالم والتأكد من حصولهم على دورات تدريبية في القيادة والبحث في سيرتهم العملية عن إنجازاتهم السابقة والتأكد من توافقها مع توجهات البنك.

البرامج التدريبية
وبالنسبة لبرامج التدريب وما يقدمه البنك من مسؤولية اجتماعية أكد الجاسر بأن إدارة بنك البلاد تولي في الوقت الراهن اهتماماً كبيراً في تطوير بيئة العمل من خلال عدة وسائل ومن ضمنها وأهمها إتاحة الفرصة لسفراء وسفيرات البلاد لحضور برامج تدريبية نوعية سواء كان ذلك داخل البنك أو خارجه. بالإضافة إلى عدد وتنوع البرامج التدريبية المقامة في البنك، فإن البنك يحرص كل الحرص على توفير برامج تدريبية ذات نوعية وجودة متميزة وذلك في استقطاب المدربين الأكفاء أصحاب الخبرات في المجال النظري والتطبيقي، كذلك يتم التعاقد مع شركات تدريب وتطوير متميزة على الصعيد العالمي ليتم تعزيز مهارات وقدرات سفراء وسفيرات البلاد على كل المستويات.