يتكون المشروع الذي نفذته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، من مبانٍ جديدة تلتف حول المبنى القائم بمساحة 42.2 ألف متر مربع، مع الاستفادة من المبنى القائم بعد إعادة تأهيله، الأمر الذي أدى إلى زيادة سعة المكتبة من 600 ألف كتاب

إلى 2.4 مليون كتاب.ويتميز مشروع توسعة مكتبة الملك فهد الوطنية، بفكرته التصميمية، واستغلاله الأمثل للموقع، مع الاهتمام بالنواحي الوظيفية للمكتبة، حيث أبقى المشروع على المبنى القديم للمكتبة، وحوّر استخداماته لتتناسب مع التصميم الجديد، والذي يجعل المبنيين وحدة واحدة متكاملة الوظائف.

صرح ثقافي مميز
ركز المشروع على عدد من الاعتبارات المتعلقة بمباني المكتبات، من حيث القدرات الميكانيكية، والاحتياطات الخاصة بالحركة، والإدارة، والأمن والسلامة، والمرونة والقابلية للتوسع المستقبلي، كما تم الاعتماد على دمج مبنى المكتبة القائم، وما يتمتع به من خصائص، مع مباني التوسعة الجديدة، لتكون المكتبة مؤهلة للقيام بدورها الوطني، كمكتبة عامة مفتوحة للجمهور، نظراً لحاجة المدينة إلى المزيد من المرافق الثقافية، وأهمها المكتبات.
كما أنهت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ضمن مشروعها لتوسعة مكتبة الملك فهد الوطنية، إنشاء ساحة مفتوحة في الجزء الشرقي من المكتبة المطل على شارع العليا، بمساحة تبلغ 20 ألف متر مربع، لتكون متنفّساً ترويحياً مفتوحاً للسكان والمتنزهين، وبالأخص القاطنين في المناطق المحيطة بالمكتبة التي تتسم بكثافتها العمرانية العالية، وتعدد استعمالاتها.
وتمثّل الساحة، أحدث إضافة للساحات المفتوحة التي شيدتها الهيئة في المدينة، وأول الميادين العامة المفتوحة في شمالها، حيث جرى تصميم ساحة المكتبة، بما يتناسب مع التصميم الحديث للمكتبة، ودورها الريادي في رفد المجتمع الثقافي بشتى صنوف المعرفة، حيث تمزج الساحة بين تأمين المتطلبات الثقافية والترويحية في آن معاً في المنطقة، فضلاً عمّا تضيفه من صورة جمالية وإنسانية للمنطقة.
وتقع الساحة فوق مبنى لمواقف السيارات أقيم تحت مستوى الأرض على مساحة تزيد على 16 ألف متر مربع، ويتكون من دورين اثنين يتسعان لنحو 350 موقفاً، إضافة إلى 171 موقفاً خارجياً يحيط بالمكتبة والساحة معاً.

نحو فضاء أرحب
ويأتي إنشاء الهيئة العليا لساحة مكتبة الملك فهد الوطنية، ضمن اتجاهها لزيادة انتشار الساحات والميادين المفتوحة في مختلف أحياء المدينة، حيث تستهدف الهيئة في كافة مشاريعها وبرامجها التطويرية توفير ساحات وميادين ومناطق مفتوحة تخدم سكان الأحياء المجاورة لهذه المشاريع وقاصديها، وتحقق التكامل بين المتطلبات الوظيفية لهذه المنشآت، والمتطلبات المتعلقة بالنسيج العمراني المحيط بها.
وقد شكّلت الساحات المفتوحة التي شيدتها الهيئة في عدد من المواقع في الرياض، ملتقيات مفضلة للعائلات والشباب بغرض التنزّه والترويح، ومن أشهرها: (ساحات حي السفارات، ساحات منطقة قصر الحكم، ساحات مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، إضافة إلى ساحات طريق الملك عبدالله، وساحات ميدان الأمير سطام بن عبدالعزيز عند التقاء طريقي العروبة وأبي بكر الصديق، وساحة الجزء الأوسط من طريق الملك فهد) وذلك لما تتمتع به من مواقع تاريخية وحضارية، وتتوفر عليه من تجهيزات ومرافق حديثة، إضافة إلى تكثيف التشجير وتنسيق المواقع في محيطها، وتزويدها بالإضاءة الجمالية والنوافير، وتخصيص مواقع للمطاعم والمقاهي الحديثة ومحلات الألعاب والتموين والهدايا في محيطها.
يشار إلى أن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، فازت بجائزة ميد للمشاريع المتميزة (MEED Quality Awards for Projects) عن مشروع مكتبة الملك فهد الوطنية، في مجال (المشاريع الاجتماعية على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية)، وبجائزة (فئة المشاريع الاجتماعية على مستوى المملكة) وذلك خلال حفل توزيع الجائزة في دورتها الرابعة التي عقدت في دبي يوم الاثنين 13 رجب 1435هـ، التي تقدمها شركة ميد المتخصصة في مجال الإعلام، بالتعاون مع النقابات والهيئات الهندسية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
ويتم ترشيح المشاريع المتنافسة على الفوز بالجائزة من قبل الجهات المختلفة المطورة للمشاريع، وتشترط لجنة التحكيم في الجائزة أن يكون المشروع الفائز من بين المشاريع المنجزة في العام الذي تعقد فيه دورة الجائزة، كما تستند مسوغات الفوز للمشاريع الفائزة، على مراعاة الجوانب الوظيفية والتشغيلية والاجتماعية والاقتصادية في كل مشروع.