الجمعة 19 نيسان/أبريل 2024

تحظى منطقة الرياض، وكسائر مناطق هذه البلاد المباركة، بدعم لا محدود من حكومة المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عبدالعزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفظهما الله.

وتحت إدارة وقيادة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، وفي ظل استنفار وتكاتف الأجهزة المعنية بإدارة المدينة وعلى رأسها أمارة منطقة الرياض والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وأمانة منطقة الرياض، وخير شاهد على ذلك ما شهدته وتشهده منطقة ومدينة الرياض من تشييد مجموعة واسعة ومتنوعة من المشاريع والبرامج التطويرية الكبرى، التي ستشكل بمشيئة الله جل وعلا، طفرة كبرى في العملية التنموية للمنطقة والمدينة بشكل خاص، والمملكة بشكل عام.
ولعل أبرز ما يميز هذه النهضة التنموية التي تشهدها المنطقة الآن بفضل الله، أنها لم تختص بجزء معين من المنطقة والمدينة، بل توزعت في مختلف أرجائها، كما لم تتمحور في قطاع معين فيها، بل غطت معظم القطاعات الحيوية، فشملت مشاريع شبكات النقل العام بمختلف وسائله وعلى رأسها المشروع الأكبر من نوعه والأحدث في مواصفاته مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض – القطار والحافلات) ومشروع تطوير مطار الملك خالد الدولي ومشاريع سكك الحديد وشبكات الطرق، إضافة إلى مشاريع مدن المال والتقنية وفي مقدمتها مشروع مركز الملك عبدالله المالي، ومدينة تقنية المعلومات والاتصالات، ناهيك عن المشاريع الكبرى التي تشهدها قطاعات: الصحة والتعليم والطرق والبيئة والبنية التحتية، والمشاريع السكنية والعمرانية والإدارية والاقتصادية والمالية والتقنية والعقارية والتجارية والصناعية والثقافية والعلمية والإعلامية والرياضية والترويحية والسياحية، وغيرها من المشاريع الحيوية الكبرى.
فوفقاً للإصدار الأخير لبرنامج متابعة مشاريع منطقة الرياض بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أن منطقة الرياض تشهد حالياً تنفيذ 4821 مشروعاً بتكلفة إجمالية تبلغ 509 مليارات ريال.
وتغطي مشاريع منطقة الرياض، قطاعات التنمية كافة من: مرافق عامة، طرق، تعليم، صحة، ترفيه، ثقافة، بيئة، إسكان، إضافة إلى مشاريع التنمية الاقتصادية. تقوم عليها 65 جهة معنية في المنطقة.

1944 مشروعاً بقطاع الإسكان والخدمات العامة
وبحسب البرنامج، فقد تصدر (قطاع الإسكان والخدمات العامة) مشاريع المنطقة من حيث العدد بواقع 1944 مشروعاً، وبنسبة 43%، من أبرزها: مشروع إسكان موظفي شركة سابك بالرياض، مشروع المجمع السكني المتكامل بمدينة تقنية المعلومات والاتصالات في الرياض، ومبنى مركز المؤتمرات بمركز الملك عبدالله المالي، ومشروع إسكان الخرج.

899 مشروعاً للمرافق العامة
وبلغ عدد مشاريع قطاع المرافق العامة 899 مشروعاً شكلت 20% من إجمالي أعداد مشاريع المنطقة، ومن أبرز مشاريع القطاع: إنشاء محطة الكهرباء الثانية عشر بمدينة الرياض، تنفيذ قنوات وشبكات تصريف مياه الأمطار بمدينة الرياض وفتح وتهذيب مجرى وادي السلي، وإنشاء محطة كهرباء عرقة وربطها بالشبكة.

795 مشروعاُ تعليمياً
وبلغ عدد مشاريع قطاع الخدمات التعليمية 795 مشروعاُ شكلت نسبة 18%، ومن أبرزها: مشروع إنشاء مباني أكاديمية بكل من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية في مدينة الرياض، ومشاريع أكاديمية في عدة محافظات .

479 مشروع لقطاع النقل والطرق
بلغ عدد مشاريع قطاع النقل والطرق 479 مشروعاً تشكل نسبة 11%، من ابرزها: مشروع سكة حديد الشمال والجنوب والمحطات التابعة له، وإنشاء تقاطع طريق خريص مع طريق الشيخ جابر الصباح، وتنفيذ الأنفاق والجسور على طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول، واستكمال بعض الطرق السريعة بمنطقة الرياض

279 مشروعاً صحياً
بلغ عدد مشاريع قطاع الخدمات الصحية مشروعاً تشكل ستة في المائة من أعداد المشاريع، ومن أبرز مشاريع القطاع: مشروع المدينة الطبية الخاصة بوزارة الداخلية بمدينة الرياض، وإنشاء وتجهيز البرج الطبي للنساء والولادة بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية، ومشروع مركز السرطان والمركز الوطني للعلوم العصبية ومركز القلب ومبنى الإدارة بمدينة الملك فهد الطبية، وإنشاء البرج الثالث بمدينة الملك سعود الطبية، وإنشاء مستشفى شمال الرياض.

116 مشروعاً اقتصادياً
وأخيراً بلغت أعداد مشاريع قطاع التنمية الاقتصادية 116 مشروعاً، بنسبة 2% من المشاريع في المنطقة، ومن أبرز مشاريعه: إنشاء 45 برجاً متعدد الاستخدامات في مركز الملك عبدالله المالي، ومشروع فندق هيلتون الرياض، وتطوير المرحلة الثانية من المدينة الصناعية بكل من الخرج وسدير، ومشروع مركز المعلومات بمجمع تقنية المعلومات والاتصالات.

209 مشاريع تخدم المنطقة
وفي جانب توزيع المشاريع بحسب المحافظات، كشف البرنامج عن احتضان المنطقة لـ 209 مشاريع تخدم المنطقة بشكل مشترك، من بينها: مشروع إنشاء محطة التوليد الثالثة عشر وربطها بشبكة الكهرباء في ضرماء، ومشاريع تعزيز وتحسين شبكات محطات التوزيع، ومشروع تطوير البنية التحتية لمباني جمعية الهلال الأحمر السعودي في المنطقة، واستكمال طريق الرياض / الرين/بيشة بطول 147 كم، وتنفيذ عدد من الطرق الرئيسية بالمنطقة.

1409 مشاريع في مدينة الرياض
ووفق البرنامج، تستحوذ مشاريع مدينة الرياض على 1409 مشاريع بقيمة الجمالية تبلغ نحو 291 مليار ريال، ومن أبرزها (مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض – القطار والحافلات)، ومشروع الصالة رقم 5 والمرافق التابعة لها بمطار الملك خالد الدولي
ويعمل برنامج متابعة مشاريع منطقة الرياض على رصد ومتابعة مشاريع المنطقة لتكوين رؤية شاملة عن الوضع التنموي فيها وإعداد تقارير عن سير العمل في مشاريع المنطقة وإعطاء تصور واضح حيالها, ورفعها بشكل دوري لسمو أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بهدف دعم القرارات المتخذة بهذا الخصوص، كما يتم تزويد الجهات المشاركة في البرنامج بتلك التقارير مع إيضاح المشاريع بحالاتها المختلفة سواء المنجزة أو الجاري تنفيذها أو المتأخرة والمتعثرة وذلك لكل جهة على حدة، للمساهمة في تذليل العقبات وإيجاد الحلول لتسريع إنجاز تلك المشاريع والتأكد من حسن سير العمل بها حسب الفترات الزمنية المعتمدة لكل مشروع وإيجاد السبل لرفع كفاءة التنفيذ.

برنامج تنموي حتى عام 1450هـ
وعلى أسس علمية من التخطيط والتطوير الشامل بعيد المدى بمشيئة الله، تواصل مدينة الرياض تأسيس بنيتها التحتية وبناء قاعدتها الاقتصادية، وتعزيز مكانة المدينة الوطنية، عبر توجيه فعاليات النمو فيها نحو مستقبل زاخر بالمنجزات العملاقة والمشاريع الاستراتيجية الكبرى التي من شأنها نقل مدينة الرياض إلى المكانة الرائدة التي تليق بها.
فقد تولى (المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض) الذي وضعته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض قيادة التنمية الحضرية المستقبلية في جميع قطاعات المدينة، وعمل على معالجة مختلف قضاياها التنمية، عبر مجموعة واسعة من البرامج التنفيذية ذات الطبيعة الإستراتيجية، التي يشترك في تنفيذها مختلف الجهات المعنية في المدينة، كلً حسب تخصصه.
وتضمنت ملامح (التنمية المستقبلية حتى عام 1450هـ) التي رسمها المخطط للمدينة بمشيئة الله، برنامجاً تنفيذياً اشتمل على 100 مشروع وبرنامج تطوير والعشرات من السياسات التنفيذية التي تتوزع على قطاعات التنمية المختلفة، من بينها على سبيل المثال: (مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام بمدينة الرياض – القطار والحافلات)، تنفيذ الخطط الخمسية الثالثة والرابعة والخامسة من خطة تطوير شبكة الطرق المستقبلية حتى عام 1450هـ، تطوير منطقة وسط المدينة، استكمال تنفيذ خطة تطوير الدرعية التاريخية، استكمال تنفيذ مشاريع التطوير في الضاحيتين الجديدتين، استكمال تنفيذ المخطط الرئيسي لمنطقة المشاريع الحيوية المخصصة ضمن أرض مطار الملك خالد الدولي، استكمال تنفيذ الطريقين الدائريين الثاني والثالث، تطوير أعصاب الأنشطة المتبقية
كما اشتمل البرنامج التنفيذي للمخطط على مشاريع: تأهيل وتحسين الوضع البيئي والحضري لجنوب مدينة الرياض، تنفيذ مشروع تأهيل وتطوير منطقة بحيرات الحائر، مشروع تأهيل روافد وادي حنيفة، تأهيل وتطوير المحميات البيئية في وادي حنيفة، تنفيذ مشروع تأهيل وادي السلي، استكمال تنفيذ مشروع حدائق الملك عبدالله العالمية، وتنفيذ 100 ساحة بلدية في أحياء مدينة الرياض، وبرنامج تحسين البيئة العمرانية للميادين وممرات المشاة في المدينة.
وتضمنت أهم السياسات للقطاع البيئي في البرنامج، دعم أعمال اللجنة العليا لحماية البيئة لتنفيذ الخطة التنفيذية لحماية البيئة، اتخاذ الخطوات اللازمة لإدارة المناطق المفتوحة في المدينة، إلى جانب مشاريع برنامج التحكم في منسوب المياه الأرضية في المناطق المتضررة بمدينة الرياض، استكمال تنفيذ مشروع شبكات تصريف السيول ومشاريع الصرف الصحي في المناطق غير المخدومة في المدينة، وضع برنامج لتنسيق تطوير الأراضي مع توفير الخدمات والمرافق بما يتناسب مع سياسات النطاق العمراني، وبرنامج لتوفير المرافق العامة لمخططات منح الأراضي.
وفي مجال البرامج الاقتصادية، تتضمن البرامج الموضوعة: تطوير مناطق صناعية خاصة في المواقع المخصصة للأنشطة الصناعية العامة جنوب المدينة، استكمال تنفيذ مجمع تقنية المعلومات والاتصالات في حي النخيل، استكمال تنفيذ وادي الرياض للتقنية في جامعة الملك سعود، تنفيذ منطقة التقنية ضمن مطار الملك خالد الدولي، تنفيذ الخطة الاقتصادية والاستثمارية المعتمدة لمطار الملك خالد الدولي.
أما في مجال الإسكان والخدمات العامة، فاشتملت البرامج على تنفيذ الخطة التنسيقية للخدمات العامة في المدينة، وإعداد الدراسات الخاصة بقطاع الإسكان، إنشاء بنك للأراضي يتم فيه تبادل الأراضي بين الجهات الحكومية حسب حاجة كل جهة، فيما تتم متابعة ما يجري تنفيذه من مشاريع في منطقة الرياض من خلال "برنامج متابعة مشاريع منطقة الرياض".

مستقبل واعد يزخر بالمنجزات
وعلى ضوء ما سبق، تتطلع مدينة الرياض إلى مستقبل واعد يزخر بالمنجزات والنجاح في مختلف القطاعات وفي مقدمتها القطاع الاقتصادي بمشيئة الله، فما تشهده المنطقة من مشاريع تنموية كبرى غير مسبوقة يشترك في تنفيذها القطاعين العام والخاص، كفيل بتعظيم وتعزيز البيئة الاقتصادية في المدينة، وخلق المزيد من الفرص الاستثمارية في قطاعات اقتصادية جديدة واعدة، فضلاً عن تطوير القائم منها، وزيادة الجاذبية البيئة الاستثمارية في المدينة.
فلم تتوقف مدينة الرياض عندما حققته من منجزات كبرى خلال العقود الماضية، بل تواصل مسيرتها نحو تحقيق المزيد من التفوق والريادة في مختلف جوانب الحياة في المدينة، فكما يشاهد الزائر لمدينة الرياض، بأنها مدينة متجددة تعج بالنشاط والحيوية، تعيش حالياً أوج تألقها وازدهار بحمد الله، عبر ما تشهده من مشاريع إستراتيجية تتوزع في معظم القطاعات الحيوية، كما باتت الرياض بفضل الله، الوجهة المفضّلة الباحثين عن الفرص الاستثمارية الآمنة والمجدية، الراغبين في الانضمام إلى حركة التنمية التي تعيشها المدينة في مختلف قطاعاتها الحيوية، والاستفادة من البيئة الجاذبة للعمل والتسهيلات والمزايا التي يتمتع بها المستثمرون المحليون والأجانب في المدينة.