هيثم السيد – الرياض
إلتهاء الأطفال بأجهزة ذكية ليس سبباً للقلق على مستقبلهم الدراسي في كل الحالات، فبقليل من المتابعة لعالم البرمجيات والتقنية قد نصل إلى قناعة مفادها أن الطفل المشغول بأجهزته أفضل تحصيلاً علمياً من ذلك الذي يقرأ كتاباً دراسياً تقليدياً، لاسيما وقد بدأت المعادلة التعليمية بأكملها تتخفف من القوالب الكلاسيكية لتتجسد بأشكال شتى في فضاءات العالم الرقمي.


الأميرة الدكتورة سارة بنت فيصل بن بندر، وهي المتخصصة في علوم الحاسب وتأثيرها على الإنسان، فكرت في تعزيز هذا الجانب بمشروع مؤسسي يختلف عن التطبيقات المتاحة في السوق، فأطلقت عام 2012م مبادرة أسمتها (أنامل تيك) التي تختص بابتكار تطبيقات متعددة اللغات للأطفال. وتعتمد على الحدس، التعليم، المرح والأمان كأسس ومبادئ لإكساب الطفل المهارات المتنوعة، وقد ساعدت هذه التطبيقات الطفل في كسب لغات جديدة والقدرة على فهم ثقافات عدة عبر (اللعب التفاعلي).
في هذا الحوار إضاءات أكبر حول هذا المشروع.

-على ماذا تراهن هذه التطبيقات وهي تنافس في مجال المتاجر البرمجية المكتظة بخيارات متعددة عربيا وعالميا ‏؟

المتاجر مكتظة بخيارات متعددة عالميا ولكن عربيا الخيارات محدودة وهذا ما دفعنا لإنشاء فكرة (أنامل تيك) وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن التطبيق يٌعرف الطفل على مفردات جديدة وثقافة جديدة في الوقت نفسه بخمسة خيارات لغوية منها اللغة العربية فالمنافسة ليست قوية. التحدي هنا هو تغيير الفكرة السلبية لدى الآباء والمربين عن استخدام التكنولوجيا كوسيلة تعلم ونشر الوعي عن أهمية التعليم المبكر وتحديدا ما قبل المدرسة، حيث أنها الفترة المهمة في تكوين عقلية وشخصية الطفل ورغم ذلك هي لا تستثمر كما يجب.

-لماذا لم يكن التطبيق مجانيا رغم انه موجه بالكامل لهدف تعليمي تربوي، والرسوم قد تقلل من شريحة المستفيدين منه؟

من أهدافنا إنتاج وتقديم تطبيقات تعليميه للطفل العربي بمستوي عالي من الجودة كما هو الحال بالنسبة للتطبيقات الأجنبية التعليمية. إنتاج تطبيقات كهذه مكلف جداً لأنه يتطلب مختصين تربويين وفنيين. بالنسبة للتطبيقات المجانية مجال الربح الأساسي للشركات المنتجة يكون إما من خلال الدعايات أو من خلال عمليات شرائية إضافية من داخل التطبيق. وبما أن تطبيقاتنا مخصصه للأطفال من المهم أن تكون آمنة بحيث لا يستطيع الطفل من خلال التطبيق أداء عمليات شرائية أو الدخول على الإنترنت.

-هناك فجوة بين النظام التعليمي الواقعي بما فيه من وسائل تقليدية، وبين المبادرات التقنية المتقدمة، ‏ الوضع القائم لا يستوعب أحيانا أفكارا حديثة، كيف تتغلب هذه التطبيقات على مشكلة كهذه؟

نحن نسعى للتغلب على هذه الفجوة وتقديم التكنولوجيا كوسائل مساعدة للتعليم التقليدي وليست بديلة ليكون لدينا نظام التعليم متكامل. فمثلا يوجد أكثر من نظام يهيئ ويرغّب الطفل بتعلم لغة جديدة بطريقة مرحه وبسيطة لا تتوفر بالوسائل التقليدية ولكن ذلك لا يغني عن المتابعة لاحقا بوسائل أخرى.

-ماهي درجة التأهيل العلمي والقدرات التي يحصل عليها الطفل من هذا التطبيق‏، مقارنة به حين يقضي نفس الفترة في التعلم المعتاد؟

الهدف الرئيسي من التطبيق هو تعريف الطفل على اللغة ومفرداتها بطريقه مرحة وحضارية. يجب على الجانب التقني أن يعتبر مكملا لما يتعلمه الطفل في حياته اليومية أو في المدرسة، وأن يجمع الألعاب الأساليب التعليمية والتربوية. وهذا ما نقوم به فنحن نصمم هذه الألعاب في سياق ثقافي ينمي حب الفضول والاستكشاف لدي الطفل، وهو البديل الأكثر فائدة من تلك الألعاب التي تهدر وقت الطفل في الترفيه المجرد فضلا عن احتواء بعضها على أشياء قد تهدد قيمه وأفكاره.

-هل هناك خطط لتنويع هذه التطبيقات بحيث لا تقتصر على التعليم، بل تشمل زيادة ثقافة الأطفال العامة، ورفع كفاءتهم الشخصية وتحسين عاداتهم الحياتية؟

نحن نقدّر الوالدين وأولياء الأمور كمعلمين أساسيين للأطفال، ونسعى إلى خلق منصة حيث يمكن تبادل هذه الخبرات التعليمية المبكرة. فلذلك نشجع الوالدين على طرح أسئلة على أطفالهم حول ما تعلموه ورأوه عند تعاملهم مع التطبيق، وإجراء محادثات معهم. موقعنا الإلكتروني يوفر نصائح حول هذا الموضوع. بالإضافة إلى ذلك فنحن نعمل حالياً على تزويد الموقع ليشمل نشاطات يستطيع من خلالها الأطفال بمساعده من الأباء نقل المحتوي التعليمي والثقافي المقدم في التطبيق إلي أرض الواقع.

-ماهي الآلية التي يتبعها هذا التطبيق في تقييم نتائجه؟

لا يوجد آليه محدده للتقييم كاختبار أو ما شابه ذلك. والسبب لأن هذا التطبيق صمم لفئه عمريه صغيره (٣ -٥ سنوات) والهدف الأساسي منه التعلم عن طريق اللعب والاستكشاف.
وردتنا معلومات من بعض الآباء يشيدون بمدى استفادة أطفالهم من هذا التطبيق. فمثلا أخبرتنا أحد الأمهات أن ابنها قد تعلم الألوان باللغة الإسبانية من خلال استخدامه لتطبيق باكا الألباكا أستراليا وأخرى أشادت بمدى استفادتها من هذا التطبيق لتعليم ابنها المفردات باللغة العربية.

باكا الألباكا – أستراليا تطبيق متعدد اللغات مصمم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-6، ويهدف إلى تشجيعهم على تعلم لغات جديدة وفهم العالم من حولهم، عندما ينطلقون في مغامرة أسترالية مع باكا الألباكا. تبدأ مغامرة باكا في بيته في جبال الأنديز، حيث يلاحظ من بعيد وجهة جديدة، فيطير في الارجوحة السحرية لتقصي الأمر. عندما يهبط مرتطماً بالأرض في أستراليا، يستقبله المضيف المحلي ويأخذه في جولة حول البلد. خلال رحلتهما، يقوم الإثنين باللعب، يلتقيان بحيوانات أخرى ويتعلمان عن الأشكال، الألوان والأرقام. خلال اللعب، يستطيع الأطفال ربح نقاط عند إكمال التحديات التي يواجهونها ويتعلمون كلمات جديدة باللغة التي يختارونها: العربية ،الفرنسية، الإسبانية، الماندرين (الصينية) أو الإنجليزية. باكا الألباكا أستراليا هو الأول في سلسلة تطبيقات تتبع باكا ورفاقه في رحلاتهم حول الكرة الأرضية.


الضيفة في سطور :
-الأميرة الدكتورة سارة بنت فيصل بن بندر آل سعود سعودية المولد، والدراسة، والثقافة، درست علوم الحاسب الآلي، ثم التحقت بجامعة TUFTS في بوسطن، وبعدها حصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة UCL في لندن، في تخصص التفاعل الإنساني الحاسوبي “Human Computer Interaction”،
بعد التخرج عملت كباحثة في جامعة UCL وكان جُلَّ اهتمامها نقل المعرفة العلمية النظرية إلى واقع يتجسد بمنفعة يعود خيرها على الإنسان، ولهذا كانت مبادرة إنشاء شركة "أنامل تيك".