شهد الإستاد الرياضي بجامعة الملك سعود، الحفل الوطني الكبير الذي أقامه أهالي منطقة الرياض في مساء الخميس 18 رجب 1436هـ، للاحتفاء بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، وذلك تعبيراً منهم عن وفائهم لمقامه الكريم، وتقديراً وعرفاناً بجهوده المخلصة تجاه دينه ووطنه ومواطنيه، وتجسيداً للولاء والطاعة،
وامتداداً للنهج الوفي لأبناء هذه البلاد الكريمة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمه الله، في الاحتفاء بقادتها وتكريمهم.
الاحتفاء الوطني الأول الذي شهدته مدن المملكة به المناسبة، تشرّف بالرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيـّده الله، وشهد حضوراً كبيراً من أصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي والسعادة، وكبار المسؤولين، وأعيان منطقة ومدينة الرياض، وجمع من المواطنين امتلأت بهم مدرجات الإستاد الرياضي.
وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه في المنصة الرئيسية في الإستاد، عزف السلام الملكي، إثر ذلك تليت آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن علي بن نوح.
أمير الرياض: قدتم العاصمة من بلدة صغيرة إلى حاضرة عالمية كبرى
بعدها ألقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، كلمة قال فيها:
بسم الله، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
سيدي خادم الحرمين الشريفين: الملك: سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: حامي حمى الوطن، قائد المسيرة، وحامل لواء المجد.
أصحاب السمو الأمراء، أصحاب الفضيلة العلماء، أصحاب المعالي والسعادة، أيها الحفل الكريم.
يطيب الحديث, ويعذب الكلام، وتتألق المناسبة، ويمتلئ المكان أنساً وسروراً وحبوراً.. ويزداد اللقاء فرحةً وبهجةً بحضور المسؤول الأول والراعي الأمثل.
إن حضوركم يا سيدي، أمدكم الله بعونه وتوفيقه، دليلاً صادقاً على قوة وصدق ومتانة توجهكم القيادي والريادي الحكيم، وعطفكم القوي، إن كل مواطن ومسؤول في هذه الدولة الخيّرة المباركة، يرى فيكم النموذج الأمثل، والراعي الأفضل، وهي صورة مضيئة تبرز فيها الملامح المميزة لسيرتكم العطرة والواعية.. إنها صورة تمثل أروع وأرفع الأمثال.
خادم الحرمين الشريفين.. عندما اتجهت أمارة وأهالي منطقة الرياض لإقامة هذا الحفل، إنما هو شعور متدفق جيّاش، واعتراف بالجميل مع صادق المشاعر نحو قائد عظيم، قدّم لدينه وأمته الكثير من شبابه وعطائه وقدراته ومواهبة.. قاد منطقة الرياض لسنين عديدة حازت على إعجاب القاصي والداني.. عرفوا فيك الحكمة والرحمة والعدل والمساواة والنظرة الفاحصة الدقيقة.
خمسون عاماً.. خمسون عاماً من الإمارة الراشدة، ومن المتابعة الجادة، ومن التفاني في خدمة الوطن والمواطن، جديرة بالدراسة، وجديرا صاحبها بالشكر والذكر والدعاء الصادق لرب العالمين بأن يمده بعونه ورعايته، ليكمل مسيرته العطرة الفوّاحة لبلد وشعب أراد الله له أن يكون كريما وسعيدا بقيادة حكمية كريمة.
سيدي.. إنني وزملائي في إمارة المنطقة نستلهم من واسع خبرتكم وعميق تجربتكم وشمائل قيادتكم وحسن تعاملكم، ما سيكون عونا بإذن الله في إداء مهامنا والقيام بواجب المسؤولية.
إن سيرتكم في قيادة الرياض من بلدة صغيرة إلى حاضرة عالمية كبرى، قد أرست أهمية التخطيط الاستراتيجي، والعمل المؤسسي، وصناعة المشاريع، وحشد الجهود، كما أن نهجكم في تعاملكم مع إخوانكم وأبنائكم المواطنين، وقربكم منهم، واهتمامكم بالشباب، ودعم مبادرتهم، ورعايتكم للعمل الخيري سيكون نبراسا لنا في خدمة هذه المنطقة، وأهلها الكرام.
سيدي خادم الحرمين الشريفين.. في هذا المساء تحتفي الرياض عاصمة المجد في ليلة الاحتفاء والبهاء بمقامكم الرفيع، وتشريفكم الكريم لحفل أهالي هذه المنطقة العزيزة علينا جميعا.
وقد حملوني التعبير عن غبطتهم بتوليكم مقاليد الحكم، وتجديد العزم على السير تحت رايتكم، طاعة لله عز وجل، ونصرة لدينه، وإعلاء لهذا الوطن، وخدمة لأبنائه على هدى من كتاب الله المبين والصراط المستقيم، وهدى نبيه الأمين عليه الصلاة والسلام.
ختاما يا سيدي.. لكم ولسمو ولي عهدكم، وسمو ولي ولي العهد، التقدير على ماتقدمونه لأمتكم ووطنكم، وأسأل الله أن يمدكم بعونه ويسدد خطاكم بتوفيقه.
حفظكم الله.. وحفظ الله الوطن.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كلمة الأهالي: بادلت الرياض عرّابها حباً ووفاءً .. وبادلتموها تنمية وتطوراً
ونيابة عن أهالي منطقة الرياض، ألقى الدكتور خالد بن عبدالله الدغيثر، كلمة أمام خادم الحرمين الشريفين، قال فيها:
شرفت بالوقوف أمام أنظاركم يا خادم الحرمين الشريفين، نيابة عن أخوتكم وأبنائكم، محبيكم أهالي الرياض، الرياض التي ما فتئ فيها عبق محبتكم، الرياض التي بادلت عرّابها حباً ووفاءً، وبادلتموها تنمية وتطوراً، وحضارة وثقافة، أخذتم بيدها إلى مرافئ النمو والسمو بين مصاف عواصم العالم المتحضر.
وتابع الدكتور الدغيثر: اليوم تقف الرياض، كما هو الوطن كله، من مائه إلى مائه، ومن حدّه إلى حدّه، يقف إجلالاً وفخراً بكم يا ابن عبدالعزيز، عبدالعزيز، الذي لم تسعد جلنا المقادير، باللقاء معه في دروب الوحدة والنصر والسؤدد، حيث كان يملأ الزمان والمكان بما يقصر دونه مداد الكلمات، من صلابة وحزم المؤمنين، وعدالة الحاكمين ووداعة الراحمين، وداعة الأقوياء المتقين.
وقال: إن الوطن والمواطن ينظر إليكم بعين الرضى والامتنان لما أقدمتم عليه من قرارات حكيمة فاعلة، جددت للبلاد حيويتها، وأطلقت على طريق النماء طاقات شبابها، ليبقى الكيان محصناً متيناً، والمواطن كريماً والعيش رغيداً. فكما أننا يا سيدي في بلادنا الغالية، المملكة العربية السعودية، تأسرنا مشاعر الغبطة والاعتزاز، ونحن نرى صنائع حكمتكم، وصلابة حنكتكم، وطيب علاقاتكم توظف لسياسة سعودية متوثبة، تزاحم في ساحات التوافق الإنساني العالمي، ودبلوماسية رفيعة تلعب أدواراً حاسمة وحازمة في أروقة صنع القرار الدولي ، لما فيه خير البلاد وأمتينا العربية والإسلامية، فلا غرو أننا نقف اليوم أمام استراتيجية سعودية شامخة الأركان واضحة المعالم، لدولة تطبق شرع الله جل وعلا، وتحتضن مقدسات هذه الأمة وقبلتها، وهي من تمسك بعصب اقتصاد العالم حيث حركته ونموه، وتأخذ مكانها اللائق بين الأمم والأقوياء.
وأضاف: ولأنها دولة تحمل هم الأمة، والذود عن الدين والوطن، جاءت عاصفة الحزم، أول تحالف عربي في العصر الحديث، العاصفة التي أنتم يا سيدي مهندسها وفارسها ومغوارها، جاءت لتوقظ وجدان الأمة، ولتعيد للأمة العظيمة هيبتها، وللشرعية المسلوبة في اليمن العزيز مكانتها، كما أعادت للقوى المتوهمة أحجامها، ليبقى حياض الدين والوطن سوراً عالياً، تـــتّـــقـــزم على طلائعه أوهام المتسلقين وأطماع الطامعين. ولأنه سلمان، تأتي عملية إعادة الأمل لتفسح المجال للجهد الدولي، ليعود الوطن المخطوف إلى أهله، ولتحفظ للإنسان اليمني كرامته، وسبل عيشه واستقراره ونموه.
ونيابة عن أهالي منطقة الرياض أعلن الدكتور خالد الدغيثر، عن مبادرتهم بإنشاء (مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للثقافة والتراث الحضاري) حيث قال: أهالي الرياض وهم اللذين يحملون في قلوبهم خمسين عاماً من سلمان البناء والعطاء، أرادو في هذا المناسبة أن يرسموا لوحة شكر ووفاء، تخلد لذاكرة السنين العاطرة، فقد حملّوني هذا المساء أن أعلن عن مبادرتهم بإنشاء (مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للثقافة والتراث الحضاري) ليبقى منارة معرفة، وشاهد تاريخ لأياديكم البيضاء، وليكون واجهة حضارية للمملكة العربية السعودية، من خلال متحف الحضارة الإسلامية، ومنظومة متكاملة من المكونات: الثقافية والإعلامية والتراثية، حيث يشكل المركز حاضنة لمؤسسات العمل الثقافي والاجتماعي والمناشط الإعلامية والسياحية والمؤتمرات..
واختتم الدغيثر كلمته داعياً الله جل وعلا، أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأن يدم عزه ونصره، ويشد عضده بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفظهم الله، ويوّفق حامل مشعل التنمية في الرياض العزيزة على نفوسكم، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض أمير منطقة الرياض، رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ليكمل مسيرة الخير والنماء.
شباب الرياض: حققتُم لنا الأماني وعهد علينا أن نعلي وطننا
كما ألقى الشاب فيصل بن عبدالله المعيقل، كلمة عن شباب الوطن، عبّر فيها تشرفه بالوقوف
بين يدي خادم الحرمين الشريفين، والنيابة عن شبابِ الوطن المِعطاء. وقال: منذُ عهدِ الملكِ عبدالعزيز، ومن سار على خُطاه - وأنتَ مَعينٌ لا ينضب، ومُعينٌ لا يتعب.. كُنتَ مخلصًا في خدمتِهم، وتعلّمتَ في مدرستِهم، ونَهلتَ من معرفتِهم؛ فاكتسبتُم من والدِكم القوةَ، ومن سُعودٍ الهِمَّةَ، ومن فيصلٍ الحِنكةَ، ومن خالدٍ العطاءَ، ومن فهْدٍ الحكمةَ، ومن عبدِ الله الوفاءَ.
وأضاف: كم نحنُ فخورون ببلادِنا ومواقفِها العظيمةِ في ظلِّ قيادتِكم، فعندما حِزنَ اليمنُ السعيدُ، وصَرخَ من ظُلمِ الخائنين، لبيتُم النداءَ، فعزَمتُم بعاصفةِ حزمٍ ؛ لردعِ الظُـلم، وعزَمتُم بإعادةِ أملٍ؛ لأمْنِ أهل هُم أهـلُـنا، ونحنُ يا وليَّ أمرِنا، رهْنُ أمرِكم، وستجدُ شبابَك، حِزامًا لحزمِكَ، حُسامًا لحسْمِكَ، وستجدُنا للوطنِ حُماة، وعلى الأعداءِ غُزاةً ، وفي نارِ الوغى رُماة.
وتابع الشاب فيصل المعيقل مخاطباً خادم الحرمين الشريفين: حققتُم لنا الأماني، وعلّـقـتُم علينا الآمال، فعَـهْـدٌ علينا، أنْ نُبلِي شبابَنا، في رفعةِ ديننا، وخِدمةِ مـليـكِـنا، ووَعْـدٌ منا، أنْ نُواصلَ عِلمَنا، ونبني مُستقبلَـنا، ونُعلِي وطنـنا، وفلن يهنأ لشبابِـك بالٌ، حتى ترى وطـنَـك شامخًا بهم.
سيرة ومسيرة الملك سلمان في فيلم وثائقي
بعدها جرى عرض فيلم وثائقي قصير على شاشتين عملاقتين أقيمتا في الإستاد، تناول السيرة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيـّده الله، ومسيرته الحافلة بالإنجازات على جميع الأصعدة الإدارية والاجتماعية والثقافية والإنسانية، وعلى كافة المستويات المحلية منها والإقليمية والدولية.
عقب ذلك ألقى الشاعر الدكتور فواز بن عبدالعزيز بن لعبون، قصيدة باللغة العربية الفصحى، أمام خادم الحرمين الشريفين، ثم ألقى الشاعر خالد بن محمد بن هزاع العتيبي، قصيدة نظمها بالشعر الشعبي احتفاءً بهذه المناسبة.
فقرة سلمت يا سلمان
بعدها شاهد خادم الحرمين الشريفين، عرضاً لفقرة (سلمت يا سلمان) التفاعلية، قدّمها مجموعة من طلاب كلية الملك فهد الأمنية على أرضية ملعب الإستاد، وسط تشكيلة متنوعة من المؤثرات الفنية بالصوت والضوء، جرى خلالها إنشاد العبارات التالية: سلمت يا سلمان.. سلمت قائداً مؤيّدا.. سلمت داعياً إلى الهدى .. سلمت حازماً على العدى .. سلمت للوفاء سيّدا .. سلمت كلنا لك الــــــــِفـــدا.
العرضة السعودية تحتفي بقائد الأمة
كما قامت فرقة الدرعية للفنون الشعبية، بتقديم "العرضة السعودية" تعبيراً عن الفرح في هذه المناسبة، واحتفاء بقائد الأمة وما يتصف به من صفات الحزم والإباء والشجاعة والإقدام، وصاحب أداء العرضة عروض فنية بوسائط العرض البصرية والصوتية وتقنيات الوسائط المتعددة غطّت مختلف جنبات الإستاد.
بعدها قدم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، هدية تذكارية لخادم الحرمين الشريفين عبارة عن مجسم محفور على النحاس لأول رسم لمدينة الرياض قام به أحد الرحالة في عام 1333هـ. كما قدم سموّه، هدية مماثلة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
تاريخ سلمان المصوّر
عقب ذلك اطلع خادم الحرمين الشريفين، على "معرض تاريخ سلمان المصوّر" الذي أقيم في إحدى صالات الإستاد بهذه المناسبة، وضم 120 صورة نادرة، توزّعت بين ثمانية أجنحة، تناول كل منها صوراً للملك سلمان مع ملوك المملكة الراحلين، ابتداء من الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وأبنائه الملوك: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، تغمدهم الله بواسع رحمته، حيث تناول كل جناح صوراً لخادم الحرمين الشريفين مع إخوانه من الملوك أو خلال مراحل حكمهم، وغطّت هذه الصور كافة المراحل العمرية للملك سلمان من عمر الثالثة حتى الآن، أطال الله في عمره.
كما تنوعت صور المعرض بين صور رسمية لخادم الحرمين الشريفين مع قادة وزعماء العالم، وصور في مناسبات واجتماعات ولقاءات محلية مختلفة، وصور شخصية في مواقع ومناسبات خاصة.
وتحت عنوان (الملك الإنسان) ضم أحد أجنحة المعرض، صوراً خاصة للملك سلمان مع أصحاب السمو الملكي الأمراء من أبنائه وأحفاده، وصوراً أثناء رعايته أيـّده الله، للعديد من المناسبات الإنسانية والخيرية والاجتماعية.
سلمان في الصحافة المحلية
أما الجناح الأخير من المعرض، والذي حمل اسم (سلمان في الصحافة المحلية) فضمّ صفحات من النسخ الأصلية لعدد من الصحف المحلية التي صدرت خلال الفترة بين عامي 1354 و1413هـ، وتناولت لقاءات وتقارير إخبارية وأنشطة وأوامر وقرارات لخادم الحرمين الشريفين خلال تلك الفترة.
بعد ذلك شرّف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أيـّده الله، حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة، وفي ختام الحفل عزف السلام الملكي، ثم غادر خادم الحرمين الشريفين، موقع الحفل مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحاب.
مركز الملك سلمان للثقافة والتراث الحضاري
"مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للثقافة والتراث الحضاري" الذي جرى الإعلان عن إنشاءه خلال الحفل، احتفاءً بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيـّده الله مقاليد الحكم في المملكة، سيكون منارة للعلم والمعرفة، وإشعاعاً للثقافة والفكر في مدينة الرياض، وسيتم تشييده وفق أحدث المواصفات وأرقى المعايير، ليعم بخدماته كافة سكان العاصمة وزوارها، ويساهم في تعزيز مرافق المدينة الثقافية والحضارية، ويشكل أحد أبرز المعالم العمرانية فيها.
كما سيكون المركز واجهة حضارية وعمرانية متميِّزة في فكرتها، وعالمية في توجُّهها، ويعكس الدور المتعاظم للمملكة بصورة عامة، والرياض بصورة خاصة في الاهتمام والاحتفاء بالثقافة والإعلام كمكوِّنَين هامَّين للثراء والتراث الحضاري، وسيكون بمشيئة الله، صرحاً دولياً للثقافة والتراث، فريداً في موضوعه، ومتميزاً في مرافقه، ومعلماً حضارياً، وواجهة حضارية للمملكة العربية السعودية.
وأشار إلى أن المركز سيشتمل على مجموعة من العناصر المختلفة المكمِّلة لبعضها البعض بصورة شمولية ومتناسقة، تشمل عناصر ثقافية، وإدارية، وإعلامية، وفندقية وقاعات للمؤتمرات والمعارض، ومناطق ترويحية وخدمية.
ففي الجانب الثقافي، يتضمن المركز: المسجد، ومتحفاً للحضارة الإسلامية، يمثل قلب المشروع وتتمحور حوله بقية العناصر.
وفي الجانب المؤسَّسي، سيضم المركز مقرَّات لعدد من المؤسسات والجمعيات الثقافية والاجتماعية، التي ستمارس دورها وسط محيط عمراني وثقافي خدمي متميز.
أما الجانب الإعلامي في المركز، فسيتمثل في احتضانه لمقرَّات عدد من الشركات والمؤسسات الإعلامية والقنوات التلفزيونية والفضائيات، والشركات العاملة في الإعلام الإلكتروني.
كما سيحتوي المركز، على قاعات للمؤتمرات والمعارض والاجتماعات تتنوع في أحجامها ومساحاتها، وصالات للعرض تستوعب مختلف أنواع المعارض، ومدرَّج للأنشطة والفعاليات، وسيحتضن فندقاً من فئة خمس نجوم، وآخر من فئة أربع نجوم، إلى جانب صالة لكبار الزوَّار، ومقار مكتبية متنوعة.
وفي الجانب الترويحي، سيكون المركز بمشيئة الله بمثابة متنفَّس بيئي جديد لسكان مدينة الرياض وزوارها، حيث سيضم ميداناً للعروض، ومجموعة من الحدائق والمسطَّحات الخضراء، في الوقت الذي سيحتضن فيه مجموعة من المطاعم والمقاهي التي توفِّر خيارات متنوِّعة لمرتاديها، فضلاً عن تجهيز المركز باحتياجاته من الخدمات المساندة ومواقف السيارات.