تمثل "موسوعة المملكة العربية السعودية" أول إنجاز معلوماتي شامل لجميع مناطق المملكة الثلاث عشرة، فالموسوعة تضم معلومات دقيقة وموثقة ومعتمدة كمرجع للطلاب والباحثين في مختلف مناحي الحياة في المملكة، وتسلط الضوء على ما تحقق من مكتسبات، وتقدم معلومات؛ بشرية، وتعليمية، وطبيعية، واقتصادية شاملة هي نتاج خطط التنمية الوطنية على مدى العقود الماضية.
تحتل المملكة العربية السعودية مكانة مرموقة ومتميزة، بما تحتضنه وتمثله وتجسده على مستويات عديدة. عربياً وإسلامياً ودولياً، من مقدسات الدين ورموز الحضارة والتاريخ. إلى جانب عناصر الاقتصاد المزدهر. وبما حققته من منجزات موفقة ومباركة في مسيرتها النهضوية والتنموية الشاملة لمختلف مجالات الحياة الحديثة، على صعيد الإنسان والعمران، في تناسق وتناغم بين معطيات التقنية والقيم الروحية والتراثية والاجتماعية الأصيلة.
أهمية الموسوعة
وكون الموسوعة هي المرجع الأوّل الذي يرجع إليه أغلب الناس في العالم، فإنّ اهتمام الدول المتقدّمة بالموسوعات قد يكون الأكثر وضوحاً في تسجيل تاريخها وكتابته للأجيال المقبلة.
ومن هنا أصبح التعريف بالمملكة العربية السعودية في واقعها المشرق واجباً وطنياً بقدر ما هو ضرورة موضوعية.
وإدراكاً منها لذلك، وقياماً بأمانة الواجب الوطني، وامتداداً للدور الثقافي الذي تضطلع به مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، ولحاجة المكتبة العربية عامة والسعودية خاصة لسلسلة من المجلدات التوثيقية الشاملة عن المملكة العربية السعودية ومناطقها الثلاث عشرة، اتجهت مكتبة الملك عبدالعزيز إلى القيام بهذا المشروع الوطني الضخم الذي يعد تسجيلاً لحركة التطور في جميع المجالات عن المملكة، أرض التاريخ والمقدسات والتي تشهد اليوم تجربة بناء رائدة تستمد مقوماتها من كل تلك الأمجاد الخيرة، ليبرز هذا المشروع تاريخ الوطن المجيد وحضارته العريقة وإنجازاته الباهرة.
هدف الموسوعة
تهدف الموسوعة في جملة ما تهدف إليه إلى توفير مادة علمية شاملة عن المملكة العربية السعودية بكافة مناطقها تعتمد على معلومات حديثة ودقيقة مدعمة بالصور والخرائط التوضيحية والبيانات الإحصائية، عن تاريخها وخصائصها، بالإضافة إلى معلومات شاملة عن مكانة المملكة وأهميتها، وتأسيسها وكيانها السياسي.
وتسعى مكتبة الملك عبدالعزيز العامة من خلال إصدار هذه الموسوعة إلى تزويد المكتبة المحلية والعربية والعالمية بإصدار موسوعي موثّق ومدعم بنحو (160) خريطة، و(10.000) صورة، ومجموعة من الأشكال والرسوم والوسائل الإيضاحية التي تنفرد الموسوعة بإدراجها لتكون مرجعاً علمياً للباحثين والكتاب والإعلاميين وجمهور القراء، ولأبناء المجتمعات الأخرى للاطلاع على تاريخ المملكة وحاضرها ومظاهر التنمية والتطور التي تعيشها.
عمل ثقافي ضخم
أتت فكرة إصدار موسوعة المملكة استجابة لما عايشه الباحثون في شتى مجالات العلوم من قلة المراجع الموسوعية التي تُعرّف بالمملكة العربية السعودية، وافتقار المكتبة العربية عموماً والسعودية خصوصاً إلى هذه النوعية من الإصدارات المعرفية الموسوعية، ولدعم صناعة القرار ورسم الخطط والبرامج المستقبلية.
وتعد الموسوعة من أضخم الأعمال الثقافية التي شهدتها المملكة وتستهدف الباحثين، والكتَّاب، والمؤلفين، وطلاب وطالبات التعليم العام، والدوائر الحكومية، والسفارات والقنصليات، والجهات الإعلامية، وأساتذة وطلاب الجامعات، والمستثمرين، والهيئات السياحية، والمؤسسات الثقافية، ومراكز الدراسات والبحوث، والمكتبات العامة والخاصة.
وعلى ضوء دراسات وافية للأعمال الموسوعية العربية والعالمية، ومراجعة ضوابط إصدار الموسوعات ومعاييرها، اتُفق على الهيكل العام للموسوعة بحيث تصدر في عشرين مجلداً، وتغطي تسعة محاور تشمل الخصائص الجغرافية، والتطور التاريخي، والآثار والمواقع التاريخية، والأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد، والحركة الثقافية، والخدمات والمرافق التنموية، والاقتصاد والثروات الطبيعية، والحياة الفطرية، والسياحة.
تخطيط وإنجاز يسابق الزمن
كانت الخطوة الأولى بتشكيل الهيئة الاستشارية لمشروع الموسوعة برئاسة معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، وعضوية مجموعة من أعضاء مجلس الشورى والأكاديميين والمسؤولين في عدد من الوزارات والهيئات والجامعات السعودية، إذ تولت الهيئة وضع إستراتيجية الموسوعة، وتحديد الأهداف المراد تحقيقها، والفئات المستفيدة منها، والشكل العام لها، والآليات والمعايير التي يجب اعتمادها في جميع مراحل إعداد الموسوعة.
وحرصت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بعد الخطوة الأولى على توفير كل الإمكانات المتاحة لإصدار موسوعة تحظى بالمصداقية وتتميز بالحداثة، فاعتمدت خطة منهجية بدأت بتشكيل لجنة للبحث والتأسيس ضمت عدداً من الأكاديميين والمتخصصين لمتابعة خطوات العمل في الموسوعة، وتأسيس مكتبة تضم كلّ ما صدر عن المملكة والموسوعات الوطنية والعربية والعالمية، كما عملت على اختيار رؤساء المحاور والكتاب المشاركين، وتكوين الإطار الإداري والفني للموسوعة.
وجاء بعدها قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - بالموافقة على مشروع الموسوعة بتاريخ 12/9/1422هـ، وتكليف مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بتنفيذه، واستغرقت مسيرة تحقق هذا الإنجاز أحد عشر عاماً لتقدم صورة ناصعة للوطن وسجلاً حافلاً لأبنائه والعالم أجمع بشكل يليق بمكانة المملكة، ويجسد بحق ما تشهده من نهضة شاملة بأحدث تقنيات البحث للتعريف بالمملكة عبر شبكة الإنترنت. حيث تم طباعة (موسوعة المملكة العربية السعودية) في عشرين مجلداً قام على إعدادها نخبة من الأكاديميين السعوديين يمثلون الجامعات السعودية، يقدر عددهم بنحو (250) باحثاً وباحثة.
قاموا بمراجعة عدد كبير من الموسوعات المطبوعة والإلكترونية، وخلصوا إلى عددٍ من الاستنتاجات التي من خلالها تشكّلت رؤية لأفضل طرق العمل في إصدار الموسوعات.
منهج علمي.. وإخراج فني مميز
راعت مكتبة الملك عبدالعزيز في إعداد الموسوعة الالتزام بالأسلوب العلمي في عرض وتوثيق المعلومات، والموضوعية، والتنظيم، والوضوح، وسلامة اللغة، وإتباع المنهجية المقررة في توثيق مصادر المعلومات، وتقديم ما يلزم من وسائل الإيضاح من رسوم بيانية وخرائط وصور وجداول، والتركيز على ما تمتاز به كل منطقة من مناطق المملكة.
واختارت المكتبة ثلة من الأكاديميين المتخصصين والخبراء في كل باب من أبواب الموسوعة، لدراسة المادة العلمية والتأكد من صحة المعلومات الواردة فيها ودقتها لتبدأ مرحلة التحرير والتدقيق اللغوي للمحتوى المجاز بإجراءات توازي الجهد المبذول في إعداد المادة العلمية من حيث حجم الصفحات وخطوط العناوين الرئيسة والهوامش، وتدخل المادة العلمية مرحلة أخرى؛ حيث تُحال إلى عدد من الخبراء والمتخصصين للتأكد من صلاحيتها للتداول، وتمثيلها للمملكة بالشكل الواقعي الأمثل، وانسجامها مع المعايير والضوابط الدينية والعلمية والأخلاقية المتّبعة في المجتمع السعودي، ليصدر القرار بالإجازة النهائية للمحتوى العلمي.
ولتسهيل مهمة القارئ والباحث في سرعة الوصول إلى المعلومة المطلوبة، تم تكوين فريق متخصص في الكشافات والفهارس الفنية، نجح في إعداد كشافات عامة وشاملة تتضمن الأعلام والأمكنة وغيرها من المعلومات الأساسية، وتحديد أرقام الصفحات التي وردت فيها للرجوع عند الحاجة إليها، بالإضافة إلى رفد جميع أبواب الموسوعة بمجموعات خاصة وحصرية من الصور الفوتوغرافية، خضعت جميعها للمراجعة للتأكد من مطابقتها للمادة العلمية، وجودتها، إضافة إلى المعالجة الفنية.
وتحتوي الموسوعة ضمن وسائل الإيضاح على مجموعة كبيرة من الخرائط الجغرافية والطبوغرافية والتوضيحية للمملكة عامة، ولكل منطقة على حدة، وقد اعتمدت لجنة الإشراف العلمي على الخرائط الموثقة من جهات علمية رصينة ومتخصصة بعد مراجعتها واعتمادها من هيئة المساحة الجيولوجية والإدارة العامة للمساحة العسكرية، إضافة إلى الخرائط التي قدمها الباحثون، التي تدعم متون المادة العلمية وتجعلها أسهل للفهم وأقرب إلى الوضوح، إلى جانب مجموعات من الأشكال التوضيحية المتنوعة، الهادفة إلى توضيح المضمون وتمثيله بيانياً، لا سيما فيما يتعلق بالإحصاءات السكانية والاقتصادية والمرافق الخدمية والقطاعات التنموية.
وبدأت مرحلة الإخراج الفني للموسوعة تحت إشراف مجموعة من المتخصصين في الإخراج والتصميم وباستخدام أحدث تقنيات الطباعة، وتمّ تصميم الشكل النهائي للموسوعة في المجلدات التي خضعت بدورها للمراجعة والتدقيق لمواضع الصور والجداول والأشكال البيانية والجوانب الفنية الأخرى، قبل أن تتم الموافقة على طباعتها بمواصفات فنية عالية الجودة من حيث الألوان والورق والتجليد، إضافة إلى إصدارها على أقراص مدمجة.
إضافة إلى إقرار آلية ثابتة لتحديث معلومات الموسوعة في المجلدات المطبوعة كل خمس سنوات، وبما يتماشى مع خطط التنمية والإجراءات الخاصة بالتعداد السكاني، وتحديث معلومات الموسوعة على الأقراص الممغنطة في كل عام، وبصورة مستمرة في الإصدار الذي يطرح عبر موقع الموسوعة على الإنترنت.
موقع إلكتروني خاص بالموسوعة
تم إنشاء موقع خاص للموسوعة لتسهيل الاطلاع عليها، وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية وعدد من اللغات العالمية الأخرى، وخُصّص المجلد الأول ليكون مدخلاً عاماً للموسوعة ومحاورها المختلفة، ويتضمن معلومات عامة عن مكانة المملكة على الصعيد الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي، والجغرافيا والسكان، وتأسيس الدولة وكيانها السياسي، ونظام الحكم , والوزارات، والمؤسسات الحكومية، والأنشطة الاقتصادية والتنموية، والآثار، بالإضافة إلى تخصيص مجلد أو أكثر لكل منطقة من مناطق المملكة. يتيح للباحثين سهولة الوصول
إلى المعلومة من خلال زيارة الموقع :
( WWW.SAUDIENCY.NET)
الذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لتكون موسوعة المملكة نافذة على مجمل جوانب الحياة في المجتمع السعودي قديماً وحديثاً، والتعرُّف على خصائصه الحضارية والثقافية وإمكاناته الاقتصادية والسياحية وغيرها من المجالات ليتيح للمستخدمين من مختلف أنحاء العالم إمكانية البحث عن جميع المعلومات التي تتضمنها مجلدات الموسوعة العشرين، وكذلك الصور والخرائط، مع اعتماد آلية لتحديث البيانات والمعلومات على الموقع الإلكتروني للموسوعة بصفة مستمرة لاستيعاب كل المستجدات
التي تهم الباحثين والدارسين للشأن المحلي، فالموسوعة تعد - بحق - سجلاً معرفياً موثقاً عن المملكة بتاريخها العريق وحاضرها الزاهر.