الخميس 21 تشرين2/نوفمبر 2024

مدينة الرياض تتمتع بواقع متين، كان ثمرة لعقود متتالية من الرعاية والدعم من لدن قيادة هذه البلاد المباركة، والتأسيس السخي، والجهود الحثيثة، التي شاركت فيها مختلف قطاعات الدولة، وعلى رأسها إمارة منطقة الرياض والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وأمانة منطقة الرياض، وشركاء التنمية من القطاع الخاص وسكان المدينة، وأسهمت بفضل الله، في تكوين أداء حضاري، قفز بمدينة الرياض فوق حاجز الزمن من بلدة صغيرة، إلى حاضرة عالمية تسابق المدن الكبرى.

يتمثل أحد أبرز مقومات مدينة الرياض وامتيازاتها، في تنوع وتكامل نهضتها لتشمل الجوانب العمرانية كافة، والحضارية والخدمية والتعليمية والصحية والاقتصادية والثقافية والبيئية والترفيهية، حتى غدت المدينة خياراً مفضلاً لكل أداء بشري متميز، ومقصداً للكفاءات والخبرات والأفكار الطموحة من شتى أنحاء العالم. ويتميز عمران مدينة الرياض بمزيج من التنوع والخصوصية، فبالرغم من الانتشار الواسع لكافة قطاعات التنمية في مختلف أرجاء المدينة، إلا أن العديد من هذه القطاعات تتكثف في مناطق معينة، مشكلّة بذلك مدناً مصغّرة داخل مدينة الرياض الكبرى، تتميز كل منها بخصائص وخدمات متكاملة يتميز بها هذا القطاع سواء كان ذلك القطاع إدارياً أو ثقافياً أو تعليمياً أو صحياً أو بيئياً أو سياحياً.

مناطق إدارية مركزية

ومن أبرز مكونات عمران المدينة المراكز الإدارية الرئيسية، حيث تعد الرياض العاصمة الوطنية للمملكة العربية السعودية، والمركز الإداري والسياسي للمملكة، حيث تحتضن مقر الديوان الملكي ومقر مجلس الوزراء، ومقر مجلس الشورى، ومركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات، وقصر الدرعية، وحي السفارات. كما تضم مقار العديد من المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، مثل: مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مكاتب منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها، منظمة الأوبك، وغيرها من الهيئات والمنظمات السياسية والاقتصادية والعلمية المتخصصة. كما تشكل منطقة قصر الحكم في وسط المدينة، قيمة ذاتية ومعنوية كبرى في الرياض، فهي إحدى المناطق ذات الأهمية الوطنية الخاصة، لاحتضانها الميلاد الحقيقي لمدينة الرياض، وكونها المنطلق لإرساء دعائم المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله -. وتحتوي المنطقة: قصر الحكم التاريخي، قصر المصمك الأثري، جامع الإمام تركي بن عبدالله، مقر إمارة منطقة الرياض، ومقر أمانة منطقة الرياض، شرطة منطقة الرياض، المحكمة العامة، المحكمة الجزائية، مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ.

مواقع تاريخية ومحاضن ثقافية

وتتميز مدينة الرياض باحتضانها للعديد من المواقع التاريخية والثقافية الكبرى، حيث تشكل منطقة قصر الحكم إحدى أبرز المناطق التراثية في المدينة، بقصورها التاريخية وأسواقها الشهيرة كسوق الزل، وسوق أوشيقر، وسوق سويقة، وساحاتها التاريخية وأشهرها ميدان العدل وساحة الإمام محمد بن سعود وساحة الصفاة، وبوابتها الأثرية ومن بينها بوابة الثميري، وبوابة دخنة. ويتقدم مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، المناطق الثقافية في المدينة، وهو المركز الذي جرى تدشينه في الخامس من شوال 1419هـ بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس المملكة العربية السعودية على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - كأحد أهم المعالم الحضارية والثقافية في العاصمة الرياض. ويحتضن المركز، مجمع قصور المربع الأثرية التي عاصرت بدايات تأسيس مؤسسات الدولة، وكانت أول المباني التي أقيمت خارج أسوار الرياض القديمة، وشهدت أبرز الأحداث التطويرية الأساسية في البلاد، من تأسيس الوزارات، ومؤسسات الدولة، وبدء المؤسسات الخدمية، وتأسيس مشاريع المرافق العامة. كما يشكل قصر المربع (ديوان الملك عبدالعزيز) أهم العناصر التاريخية في المجمع، إضافة إلى القصر الأحمر الذي كان مقراً لمجلس الوزراء في السبعينيات الهجرية. ويضم المركز أيضاً: المتحف الوطني، دارة الملك عبدالعزيز، جامع الملك عبدالعزيز، مسجد المدي، مجمع المباني الطينيّة التاريخية، وأجزاء من السور الطيني القديم للمدينة، وأحد أبراج مجمع قصر المربع، وبئر قديمة وسط الموقع. إضافة إلى مجموعة من المنشآت والمرافق الثقافية والتراثية الوطنية، ومن أبرزها: فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامّة، قاعة الملك عبدالعزيز للمحاضرات، مكاتب إدارة الآثار والمتاحف. وبدورها تشكل الدرعية التاريخية، أحد أهم وأبرز المراكز الثقافية السياحية التاريخية التي يجري تطويرها في المدينة، ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية، الذي تقوم عليه الهيئة العُليا لتطوير مدينة الرياض بهدف وضع الدرعية في مصاف المدن التراثية العالمية كأحد النماذج الحديثة لعمران الواحات في العالم، والذي يثمر بمشيئة الله، في إيجاد ضاحية ثقافية سياحية بمستوى يليق بمكانة الدرعية وقيمتها التاريخية وإرثها الثمين في قلوب مواطني المملكة كافة، منذ احتضانها لميثاق الدرعية التاريخي بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب، رحمهما الله عام 1157هـ، واختيارها عاصمة للدولة السعودية الأولى ومنطلقاً للدعوة الإصلاحية، والقاعدة السياسية والحاضرة الرئيسية في الجزيرة العربية في عهد الدولة السعودية الأولى. كما تحتضن الرياض العديد من الأحياء ومشاريع التطوير الثقافي والتراثي، كمشروع تطوير حي الدحو، ومشروع تطوير منطقة الظهيرة، ومشروع تطوير وسط المدينة.

منارة للعلم والمعرفة

ويبرز في الهيكل العمراني لمدينة الرياض، احتضانها لثلاث من أكبر المدن الجامعية في المملكة، تتمثل في المدينة الجامعية لجامعة الملك سعود في الدرعية شمال غرب مدينة الرياض، والتي تأسست عام 1404هـ كأول مدينة جامعية متكاملة في المملكة، تتوفر على كافة احتياجاتها من المنشآت الأكاديمية والعلمية والطبية والسكنية والرياضية والترفيهية، فضلاً عن احتياجاتها من المرافق العامة والخدمات. كما تشكل المدينة الجامعية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي شيدت مطلع القرن الهجري الحالي، على طريق مطار الملك خالد الدولي شمال الرياض، مركز إشعاع علمي وثقافي يرحب بالقادمين إلى مدينة العلم والمعرفة. وفي الإطار شكلت المدينة الجامعية لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، التي افتتحت في منتصف عام 1432هـ إحدى أكبر وأحدث المدن الجامعية، ليس على مستوى المملكة فحسب، بل على مستوى العالم أجمع. كما تحتضن الرياض العديد من المدن الجامعية التابعة لكل من: جامعة الأمير سلطان، جامعة الأمير نايف، جامعة الفيصل، جامعة اليمامة، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. وتتوزع في الرياض أيضاً، المجمعات التعليمية الكبرى التابعة للقطاعين العام والخاص، والتي تضم جميع مراحل التعليم المختلفة والكليات والمعاهد الأهلية المتخصصة.

مدن صحية متخصصة رائدة

بعد أن كانت وسائل العلاج الحديثة شبه معدومة في الجزيرة العربية، قبل تأسيس الدولة السعودية، أصبحت الرياض بفضل الله، حاضنة كبرى لأحدث الخدمات الصحية، وأكثرها تقدماً في العالم. فمنذ تأسيس أول مستشفى في المدينة عام 1367هـ، الذي أمر ببنائه الملك المؤسس في شارع الملك فيصل بالقرب من مسجد العيد، توالى إنشاء المستشفيات في الرياض، ابتداء من العيادات الطبية العامة، وصولاً إلى المستشفيات التخصصية الكبرى والمدن الطبية. وتتمثل أبرز مدن الرياض الطبية في: مستشفى الرياض المركزي الذي افتتح عام 1376هـ، مستشفى قوى الأمن الداخلي الذي أنشئ عام 1393هـ، مستشفى الملك فهد للحرس الوطني الذي أنشئ عام 1397هـ، مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض الذي دشن عام 1395هـ، مستشفى القوات المسلحة بالرياض الذي تأسس عام 1399هـ، مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون الذي افتتح عام 1404هـ، ومدينة الملك فهد الطبية التي بدئ بإنشائها عام 1401هـ. كما تنتشر في مدينة الرياض، العديد من المستشفيات العامة، من أبرزها: مستشفى الولادة وأمراض النساء والأطفال، مستشفى الحميات، مستشفى النقاهة، مستشفى الملك سلمان، مستشفى صحاري للأمراض الصدرية، مستشفى الإيمان، مستشفى الأمل لعلاج الأمراض الاجتماعية، مستشفى اليمامة، مستشفى التأمينات الاجتماعية، مستشفى التوليد بالناصرية، مستشفى الصحة النفسية، ومستشفى الطب الرياضي، وغيرها من المستشفيات، فضلاً عن المراكز الصحية، والمختبرات، ومستشفيات القطاع الأهلي. وحالياً تشهد مدينة الرياض إنشاء العديد من المشاريع الصحية، من أبرزها مستشفى الأمير سطام بن عبدالعزيز، ومستشفى شمال الرياض، ومستشفى الصحة النفسية، ومستشفى الأمير سلطان بن عبدالعزيز للطوارئ، بالإضافة إلى مراكز صحية داخل مدينة الرياض، والمنشآت الجديدة لمستشفى القوات المسلحة ومستشفى قوى الأمن الداخلي بالرياض.

مركز مالي وتقني عالمي

تتهيَّأ مدينة الرياض لانطلاقتها نحو الانضمام إلى مصاف المراكز المالية والتقنية الكبرى التي تضاهي نظيراتها ليس على المستوى الإقليمي فحسب، بل على المستوى العالمي بمشيئة الله تعالى، وذلك من خلال "مركز الملك عبدالله المالي" الذي يعد بمثابة دفعة قوية لاقتصاد الرياض، وإضافة كبيرة لعمرانها، إذ سيكون المركز ملتقى للشركات المالية لتصنع الإنجازات وتمزج بين أذكى العقول بأحدث ما توصلت إليه التقنية. وسيحتضن المركز: مقر البنك المركزي الخليجي، مقر هيئة السوق المالية، مبنى السوق المالية، ومقرات البنوك والمؤسسات المالية، إضافة إلى مؤسسات المحاسبة القانونية والمحاماة والاستشارات المالية وهيئات التصنيف ومقدمي الخدمات التقنية. كما تعد "مدينة تقنية المعلومات والاتصالات" أحد البرامج التطويرية التي تخطو بمدينة الرياض لتحويلها إلى موطنٍ للصناعات المعرفية المتقدمة والاتصالات في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن دورها في تفعيل سبل التعاون والتكامل بين مؤسسات تقنية المعلومات والاتصالات، وتهيئة الفرص الاستثمارية في هذا المجال، ودعم نقل التقنية إلى المملكة، وتشجيع البحث العلمي. وفي المقابل، يعد "وادي الرياض للتقنية" مركز استثمار معرفياً يعمل على استقطاب الإبداع وتطويره واستثمار مخرجات الأبحاث لتوطين التقنية عبر تأسيس شركات معرفية وتوفير وظائف نوعية عالية الدخل تسهم في خلق اقتصاد معرفي. وقد بادرت جامعة الملك سعود إلى تأسيس الوادي كواحة علمية تهتم بتطوير الصناعات القائمة على المعرفة وتقنيات الأبحاث. وفي الإطار ذاته، تهدف "واحة الملك سلمان للعلوم" وفروعها في المدينة، إلى الارتقاء بالنشاط العلمي التربوي لجميع فئات المجتمع، حيث ستقوم الواحة بتناول قضايا العلم بأسلوب يحرك الخيال ويثير فضولهم وبشكل خاص لفئتي الشباب والأطفال، وستركز على تطبيق مفهوم "التعليم بالترويح". وبدورها تشكل المدن الصناعية، أحد العناصر الرئيسة في هيكل مدينة الرياض العمراني، وأحد القطاعات الحيوية الخاضعة للتطوير في المدينة، سواء في المدن الصناعية القائمة كالمدينة الصناعية الأولى والثانية، أو في المدينة الصناعية الثالثة الجديدة.

مزيج من مناطق التسوق والترفيه

تتميز مدينة الرياض بين نظيراتها من العواصم، بأسواقها التجارية العصرية التي تتوزع في العديد من طرق المدينة ومناطقها المختلفة، والتي تلبي احتياجات المتسوقين بمختلف أذواقهم. وتتمثل هذه الأسواق في عشرات المجمعات التجارية التي تنتشر في كافة جهات المدينة، وبالأخص في الجزأين الشمالي والشرقي منها، وعلى الأخص في منطقة العصب التجاري الرئيسي في المدينة الممتد من طريق مكة جنوباً حتى الطريق الدائري الشمالي، والمحصورة بين شارع العليا وطريق الملك فهد، إضافة إلى الشوارع التجارية المتفرعة من منطقة العصب كشارع الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وشارع الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية)، وشارع موسى بن نصير، وطريق العروبة، وطريق الملك عبدالله، إلى جانب الشارعين الموازيين لمنطقة العصب في كل من جزئه الغربي والمتمثل في شارع التخصصي، وفي جزئه الشرقي المتمثل في طريق الملك عبدالعزيز. كما يشكل طريق صلاح الدين الأيوبي في حي الملز، أحد الشوارع التجارية الرئيسية في المدينة، وكذلك شارع الأحساء الموازي له، وشارع جرير المتفرع منه. ويضم الطريق الدائري حول مدينة الرياض، العشرات من المجمعات التجارية والأسواق، وبالأخص في جزئه الشرقي والجنوبي، فيما تمتد المراكز التجارية بمختلف اختصاصاتها على جانبي طريق خريص من تقاطعه مع الطريق الدائري الشرقي، وصولاً إلى أقصى شرق المدينة. وتتعدد الخدمات التي تقدمها هذه المراكز المنتشرة في هذه الأسواق والمجمعات التجارية، وتضم إلى جانب المتاجر، أصنافاً شتى من وسائل الترفيه، والمقاهي العصرية، والمطاعم المختلفة. ومن أشهر مراكز التسوق في المدينة، مجمع برج الفيصلية، مجمع برج مركز المملكة، مركز غرناطة للتسوق، مركز صحارى مول، مركز الرياض جاليري، مركز بانوراما مول، مركز العثيم مول، مركز العقارية، مركز حياة مول، مركز النخيل مول، مركز سلام مول، مركز القصر مول، مركز البساتين، وأسواق الشعلة، أسواق العويس، أسواق طيبة، أسواق الأندلس، وغيرها.

مقصد سياحي ترويحي جاذب

وفي الجانب الترويحي والسياحي، تشكل الحدائق العامة والمتنزهات أحد أبرز مكونات المدينة، حيث تحتضن مدينة الرياض، أكثر من 243 حديقة بمساحة إجمالية تزيد على 2.5 مليون متر مربع، بالإضافة إلى 3 متنزهات عامة بمساحة قدرها 87 مليون متر مربع، فضلاً عن حدائق وملاعب للأطفال داخل الأحياء السكنية تبلغ مساحتها الإجمالية أكثر من مليون متر مربع، مجهزة بالألعاب الترفيهية المناسبة للأطفال، وتشكل أحد المقاصد الترويحية لكافة أفراد الأسرة. ومن بين أشهر حدائق الرياض: متنزه سلام، حدائق مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، حديقة الحيوان، متنزه الملك عبدالله بحي الملز، حديقة ولي العهد، حدائق حي السفارات، حديقة الفوطة، حديقة مناخ الملك عبدالعزيز، حديقة الغرفة التجارية، حديقة الأمير فهد الفيصل الفرحان، حديقة جبل أبي مخروق، حديقة الحزام، حديقة السويدي، متنزه طريق النهضة، حديقة عليشة، حديقة الدوح، حديقة البديعة، حديقة الشعيب، حديقة الروضة، حديقة الخالدية، إلى جانب المتنزهات المفتوحة على ضفاف وادي حنيفة. كما تشهد مدينة الرياض الآن، جملة من المشاريع الكبرى في المجالات الترويحية والترفيهية، من أبرزها: حدائق الملك عبدالله العالمية على طريق الرياض - الطائف السريع غربي المدينة وتتكون من مجموعة من الحدائق العامة ذات الصبغة العلمية والثقافية والبيئية، ومتنزه الملك سلمان البري الذي يجري تأسيسه في ضاحية بنبان المحاذية للركن الشمالي الغربي من مطار الملك خالد الدولي بمدينة الرياض، ومتنزه الثمامة البري الذي تطوره الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في الشمال الشرقي من المدينة ويتضمن عناصر ترفيهية وترويحية وثقافية وتعليمية مختلفة. وتشكل الساحات والميادين العامة، أحد أبرز مواقع الجذب السياحي في الرياض، ومن أشهر هذه الساحات: ساحات منطقة قصر الحكم، ساحات حي السفارات، ساحات مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، وساحة المحكمة الكبرى. كما تبنت أمانة منطقة الرياض، إنشاء 100 ساحة بلدية في المدينة، تحتوي على ممرات لممارسة رياضة المشي، والرياضات المختلفة، ومسطحات خضراء، وملاعب للأطفال، وأماكن مهيأة للجلوس لتكون بمثابة متنفسات طبيعية ورياضية لسكان الأحياء، كما جهزت الأمانة، العديد من الأرصفة في مختلف أرجاء المدينة لممارسة رياضة المشي، وزودتها بالإضاءة والتشجير وحتى التبريد، فضلاً عن المصليات والمقاعد والمسطحات الخضراء ودورات المياه، ووفق أحدث المواصفات.

بنية تحتية رياضية متينة

وفي المجال الرياضي تتمتع مدينة الرياض ببنية تحتية رياضية متينة، تتمثل في العديد من المنشآت الرياضية العالمية، وفي مقدمتها، إستاد الملك فهد الدولي الذي أقيم على مساحة تبلغ 500 ألف متر مربع شرقي مدينة الرياض، ودشن عام 1408هـ، كصرح شامخ يمزج في تصميمه الهندسي بين الطابع العربي التقليدي، والعمارة المعاصرة الحديثة. كما تحوي المدينة العديد من المرافق والأندية الرياضية التي تهدف إلى استقطاب الشباب لممارسة مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية، وهي: نادي الهلال، نادي الشباب، نادي الرياض، نادي النصر، وتمتلك جميعها مقرات رياضية نموذجية، إلى جانب صالات الدرعية المغلقة التي تضم ملاعب ومضامير لمختلف الأنشطة الرياضية، فضلاً عن الساحات البلدية التي أنشأتها الأمانة في كافة أرجاء العاصمة، وتضم ملاعب مخصصة لسكان الأحياء. كما يشكّل ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية في الجنادرية، أحد أبرز المنشآت الرياضية في المدينة، والذي صمم وشيد وفق أحدث تقنيات ونظم مضامير سباقات الخيل العالمية.

نموذج فريد في مجال التنمية الحضرية

وختاماً يمكن القول بأن ما شهدته وتشهده مدينة الرياض يعد نموذجاً فريداً في مجال التنمية الحضرية، وما كان لمدينة الرياض أن تأخذ هذا القدر من التنمية والتطوير الذي تحقق بفضل الله، لولا دعم القيادات السياسية العليا بدءاً من الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - الذي شهدت الرياض كغيرها من مدن المملكة في عهده انطلاق النمو والتطوير الحضري، وصولاً إلى هذا العهد الزاهر بحمد الله، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ أيده الله - الذي كان بفضل الله جل وعلا، القائد والموجّه لكل منجز من المنجزات التي شهدتها مدينة الرياض عندما قاد عملية التنمية في هذه المدينة طوال أكثر من 50 عاماً بصورة متواصلة، فكان - أيده الله - مهندس التنمية الحقيقية في مدينة الرياض. والآن وبالرغم من تبوّء مدينة الرياض مكانة مرموقة في مختلف مجالات التنمية، وتمتعها بمستوى حضاري متقدم وتوفر سبل العيش والحياة العصرية لساكنيها، تتسارع الخطى في هذا العهد الزاهر لتعزيز ريادة مدينة الرياض ومقوماتها الحضارية في مختلف أجزاء المدينة وقطاعاتها المختلفة، عبر سلسلة من المشاريع التنموية الفريدة الكبرى التي يأتي على رأسها (مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض – القطار والحافلات) الذي سيغير من صورة المدينة ويرفع جودة الحياة فيها إلى المستويات المرموقة اللائقة بعاصمة المملكة العربية السعودية.

{gallery}riyadhdevl{/gallery}